الخاطب أجنبي بالنسبة للمخطوبة ـ ما دام لم يعقد عليها ـ حكمها حكم أي فتاة أجنبية عنه، فلا يحل له الخلوة بها ولا لمسها، بل ولا الحديث معها لمجرد الاستمتاع والتشهي، وإنما ينبغي أن يكون للحاجة والمصلحة المعتبرة شرعاً في حدود الاحتشام والجدية والبعد عن كل ما يثير الفتنة، فالواجب عليك التزام حدود الشرع في تعاملك مع خطيبك، فلا تمكنيه من الخلوة بك، ولا لمس شيء من بدنك ولا تحادثيه لغير حاجة ـ سواء عن طريق الهاتف أو غيره ـ وإذا دعت حاجة للكلام فليكن بقدر الحاجة بجدية واحتشام.
التهاون والتفريط في هذا الأمر عواقبه وخيمة وخطره عظيم، فجاهدي نفسك وخالفي هواك واصبري وصابري، والذي يعينك على ذلك أن تستعيني بالله وتعتصمي به وتظهري ضعفك بين يديه، فإنّه لا قوة للعبد على فعل طاعة أو اجتناب معصية إلا بالله، واحرصي على مصاحبة الصالحات وسماع المواعظ النافعة وشغل الفراغ بالأعمال المفيدة.
أما بالنسبة للكلام بين الخطيب وخطيبته فإنه لا بأس به إذا كان له داع، وليكن باحتشام وبعد عن أي عبارات تخدش الحياء كالغرام والغزل ونحو ذلك، فلا فرق بين المخطوبة وغيرها في التخاطب، ولا بأس أيضاً أن يتنزه الخطيبان بحضرة محرم للمخطوبة، ولكن بشرط أن تكون ملتزمة بالحجاب الشرعي، والأولى هو البعد عن ذلك، وتأخيره إلى ما بعد العقد لأنه قد يكون من استدراج الشيطان. والله المستعان، الكلام بالهاتف أو المراسلة بين الخاطبين جائز في حدود المصلحة الراجحة، الرجل ما دام خاطباً لامرأة ولمَّا يعقد عليها بعد فهي تعتبر أجنبية عنه ،سواء كانت من أقربائه أم لا. فلا يراها ولا تراه إلا لحاجة وبحضرة أحد محارمها، وأما الخلوة من غير محرم لها فلا تجوز.