في ظل الهجمة المحمومة على التكنولوجيا وأجيال الأجهزة الذكية تفشّى بين الناسمبدأ العقوق الصامت من دون أن يشعروا بأنهم عاقّين !قلّ بين الناس التواصل وزيارة ذوي الأرحام لأنهم اكتفوا بالرسالة أو بالفيديوفاندثرت عبادة المصافحة ، وقلّ الكلام الودود وعبارة السلام عليكم فاستبدلتبـ هلا ، وهاي ، ومرحبا ، ومساء _ صباح الخير ، أو بالإيقونات عوضاً فأصبحنا نمر على الجالسين ولانسلّم وقد لانراهم لأن أعيننا على هواتفنا !هذه بعض صور عقوق المجتمع ببعضه ، فما بالكم بعقوق الأبناء بوالديهم في
المنزل ؟تجد الأب ذو الثمانين عاماً يحمل الأمتعة وأبنائه الشباب ملتفة أعناقهم على هواتفهم والأم المنهكة التي لم تدع فيها الأيام شبراً إلا وهو يشتكي تطبخ وتغسل وتسكب للأبناء القهوة وهم كالأمراء وهي خادمتهم والعياذ بالله ولايجرؤ ابناً أو بنتاً بمساعدتها خوفاً من أن يفوتهم تصوير لقطة ، أو متابعة محادثة ، أو لعبة !إضافة إلى أن الأب والأم ينتظرون منهم سؤالاً أو طرفة ، حكاية أو ضحكةولايسمعون إلا صوت الإشعارات وضحكات أبنائهم مع أصدقاء الأجهزة الذكيةألا يسمى هذا عقوقاً ؟هل من البر أن أجلس مع والدي وأنا صامت بلا حديث مؤنس ؟
هل من البر أن جلوسي ساعة بالقرب منهم يكفي وأنا لا أرفع رأسي من جهازيوهم من يقوم على خدمتي ؟هل الأجهزة الذكية أغلى و أرق من قلوب من تعبوا وسهروا على راحتنا ؟ لابدّ أن نعي وصايا الله عز وجلّ ورسوله صلى الله عليه وسلم عن الوالدين والتي اقترنت بعبادة الخالق سبحانه .
فاصلة ،ليس من السهل أن أتعب وأربي وأراك تكبر أمامي ثم تضعني على رفّ فراغك أو احتياجك ، لدي قلب يحتاجك ويأنس بقربك وحديثك ..
أنا لن أدوم فإستغل وجودي ، وهاتفك المطور والذي سيتطور هو حتماً أطول عمراً مني .!