لا يخفى على مسلم أهمية الدعوة إلى الله تعالى فهي الطريق إلى صلاح البلاد و العباد، وهي وظيفة صفوة الخلق من الأنبياء و المرسلين عليهم الصلاة و السلام، و قد دلت نصوص الكتاب و السنة على أهميتها و بينت جزيل ثواب من قام بها، فمما ورد في الكتاب العزيز : قوله تعالى:{ وادع إلى ربك } وقوله عز وجل :{ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } و قوله تعالى : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير}
ومن الأماكن التي يجب الدعوة إلى الله فيها أماكن العمل
وللدعوة في أماكن العمل من جهات حكومية و شركات و مؤسسات أهمية خاصة لأسباب منها:
1- إن شريحة كبرى من أفراد المجتمع تعمل في الشركات و المؤسسات و الجهات الحكومية
2- إن قسماً كبيراً من هذه الشريحة ليسوا ممن يحضر المحاضرات و مجالس الذكر بل و ليسوا ممن يحافظ على الصلوات جماعة في المساجد خارج وقت العمل، فصلاتهم في مساجد و مصليات العمل فرصة عظيمة لدعوتهم وتبيين الحق لهم فلا بد من استغلالها على أفضل حال.
وللدعوة في أماكن العمل طرق ووسائل ومنها إلقاء الكلمات والمحاضرات الخفيفة الهادفة في المصليات في أماكن العمل أو أماكن الجلوس لمالها من تأثير بالغ وأثر واضح .
الكلمة هي سلاح الدعوة الأول ، و هي إما تكون مرتجلة أو قراءة من كتاب و في كلا الحالين لا بد من مراعاة الأمور التالية:
1- مراعاة حال المدعوين و ما عندهم من نقص لينبه عليهم لتفاديه.
2- عدم الإطالة فان ذلك سبيل الإملال ، و إذا كثر الكلام أنسى بعضه بعضاً.
3- مراعاة المناسبات فتبين الفضائل الخاصة بزمان معين كصوم عاشوراء مثلاً، و يحذر من البدع المرتبطة بزمان معين كالاحتفال بالمولد النبوي أو بليلة الإسراء و المعراج و غير ذلك.
4- إشعار المدعوين بمصائب إخوانهم المسلمين و ما أكثرها في هذه الأيام و كذلك تذكيرهم بعدواة الكافرين الدائمة للإسلام و أهله.
5- تذكير المدعوين بالمحاضرات و الدروس ما لم تكن ضمن سلسلة متكاملة فان كانت كذلك فالأفضل أن يوضع الجدول ضمن مجلة الحائط.
صفات ينبغي توفرها فيمن يتصدى للإمامة و إلقاء الكلمات :
1- الاستقامة و اتباع السنة في ظاهره بحيث يكون حسن السمت
2- حسن الخلق فذلك ادعى للقبول منه
3- أن يكون لديه قدر معين من العلم الشرعي، وكذلك لا بد أن يكون شجاعاً بحيث يقول لا اعلم إن سئل عما يجهله ، فالمتعالم ضرره كثير.
4- أن يكون ممن يغلب تواجده في مكان العمل ، فان كثرة تغيب الإمام المكلف بإلقاء الكلمات تدفع السامعين لعدم المتابعة لعدم إمكانية وصل المواضيع بعضها ببعض.
5- جمال الأسلوب و وضوح الصوت
6- التحضير الجيد للمادة المراد إلقاؤها، فلا يليق به أن يتلعثم عند قراءة آية أو حديث لأنه لم يقرأ ما يريد قوله إلا قبل الإقامة ، كما أن التحضير الجيد يجعله مستعداً لأسئلة قد يسألها بعض المدعوين.
7- عند بيان الأخطاء و البدع للتحذير منها لا بد أن يكون ذلك بأسلوب بعيد عن الشدة و الغلظة فالرفق ما كان في شئ إلا زانه ، مع ضرورة إيراد الأدلة من الكتاب و السنة.