لا شك أن دولتنا - حفظها الله - ومنذ نشأتها، أولت التعليم ولا زالت عناية كبرى، ودعماً لا محدود، وخصوصاً في جانب تعليم المرأة، والذي كان نواته الأمر الملكي الكريم في عام ١٣٧٩هـ القاضي بفتح مدارس لتعليم البنات، بيد أنه من الملاحظ تسمية المدارس من حينه بالأرقام، ربما كان له في ذلك الوقت مبرراته وأسبابه، ولكن بعد مرور أكثر من خمسين سنة، لم تعد تلك المبررات والأسباب مقنعة لاستمرار الأرقام الجوفاء عنواناً لمدارس البنات، كما لا تتناسب تلك المسميات أصلاً مع مشروع تطوير التعليم في جوهره ومضمونه.
كما أنه من المتقرر عند الكل أن تاريخنا الإسلامي وكتب السير والتراجم وحاضرنا يزخر بنساءٍ خالدات، كأمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات - رضوان الله عنهن أجمعين - وغيرهن الكثير والكثير ممن لهن باع طويل في العلم والتربية والأدب والفكر. فكيف تُغيب أسماء تلك الرموز عن أسماء مدارس بناتنا، في حين نجد مدراس تحفيظ القرآن الكريم، التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وبعض مسجدنا وجوامعنا تبنت تلك الفكرة، بل وشوارعنا. وأخيراً جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، أما مدارس البنات فقد جُبلت ثقافة المجتمع في التعامل مع أرقام لا معنى ولا مفهوم ولا أصل لها.
وفي المقابل يجد من زار أو اطلع على مسميات المدارس في الدول المجاورة، بل قل في الدول العربية، أن مدراس البنات مسميات بأسماء نساءٍ رائدات، كان من الأولى أن نكون نحن السَّباقين إلى ذلك، كون هذه الأرض المباركة هي من احتضنت تلك النساء الجليلات، ونعنون مدراس بناتنا بأسمائهن، مما يخلد تلك الأسماء في ذاكرة الأجيال، ويثري ثقافة المجتمع ككل بسيرهن العطرة، وتراثنا الأصيل.
ونظاماً فوزارة التربية والتعليم هي المعنية والمسؤولة عن هذا القرار التاريخي، وهو ما صرح به الدكتور: أحمد آل مفرح رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس الشورى، بشأن تغيير أسماء مدارس البنات من الأرقام إلى الأسماء بـقوله "هذا الأمر لا يتطلب تشريعا أو توجيها معيناً، وهو متاح للوزارة". وقد ذكر المتحدث السابق لوزارة التربية والتعليم من بضع سنوات أن الوزارة تدرس هذا الموضوع وشكلت له لجاناً .. وإلي يومنا هذا لم يصدر أي تصريح أو نتائج عن تلك اللجان!!
في حين صدور قرارات أخرى وفي فترات وجيزة، في تقديري أنها أقل أهمية من هذا الموضوع، كشعار الوزارة مثلاً، ولو سلمنا بأهميته، فماذا لو صدر قرار تغيير أسماء مدارس البنات متوافقاً معه؟ ألا يمكن أن يكون ذلك أقل كلفة وجهداً، وتفعيلاً لاستراتيجيات اقتصاديات التعليم، كون لوحات المدارس ستستبدل في كلتي الحالتين.
ومع هذا كله وإن استبطئنا هذا القرار، لا سيما وأن الوزارة مقتنعة بهذه الفكرة والمبدأ، ولكن ربما غير متحمسة لها بقدر حماس الكثيرين من التربويين والمفكرين، سنظل في انتظار هذا القرار التاريخي .. اعتماد تغيير أسماء مدراس البنات.
عيسى بن أحمد الفيفي

إقرأ المزيد
اعتماد تغيير أسماء مدارس البنات .. ؟!!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/683/
المحتوى السابق المحتوى التالي
اترك رداً على اعتماد تغيير أسماء مدارس البنات .. ؟!! – aahf9 إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
1 ping
اعتماد تغيير أسماء مدارس البنات .. ؟!! – aahf9
22/05/2016 في 5:39 م[3] رابط التعليق
[…] اعتماد تغيير أسماء مدارس البنات .. ؟!! […]