الأمثال حِكم ، و المثل الأحسائي يقول ( بشر الزرع بزارعٍ جديد ) والمتأمل يدرك أن ذلك مبرراً ، فالزارع الجديد يأتي متحمساً نشطاً خالياً من الاحباطات وعنده جديد ومختلف وفي يده بصمة خاصة مميزة .
صدر قرار معالي وزير التعليم بتكليف الدكتور سعد المسعودي مديراً لتعليم محافظة جدة قادماً من جامعة الملك عبد العزيز وقد تكون هذه المرة الثانية التي يتولى فيها شخص من خارج منظومة التعليم العام اإدار تعليم جدة ، إذ سبق تكليف الدكتور عبدالله الزيد القادم من ذات الجامعة فرع مكة وذلك قبل حوالي أربعين عاماً ، ولن أكون متحيزاً لو قلت بانها أفضل فترات الإدارة التي مرت على تعليم جدة ، وليس ذلك قصوراً في غيره ممن سبقه أو تلاه ولكنها الأفضل من وجهة نظر متابع ومعايش ...
التفاؤل بمقدم رجل صاحب علم أستاذاً في الجامعة بما ينطوي عليه ذلك من شهادة وأبحاث ودرجات علمية وهو أيضا صاحب خبرة إدارية تطويرية إذ ترأس إدارة مركز (التطوير) بجامعة الملك عبد العزيز ، وربما الأهم ما يتفق مع المثل الأحسائي المذكور فالدكتور المسعودي قادماً من خارج مؤسسة التعليم العام يحمل فكر ورؤى وثقافة وفلسفة وتقاليد التعليم العالي بما يتضمنه ذلك من دور للأبحاث والدراسات في اتخاذ القرارات وبناء و خطوات تطويرية ومعالجة المشكلات ووضع الحلول ، وفي ذلك تلافى أخطاء ناتجة عن المعايشة ممن يتولى المنصب القيادي وهو من داخل المؤسسة ذاتها فيكون متأثراً بثقافتها وتراكماتها مما يجعله يجتر القديم فيعيده فيكون جديده ان وجد تغييراً وليس تطويراً ...
الآن ننتظر من الوزارة المزيد بعد هذه الخطوة بحيث تتبعها خطوات مماثلة لبقية إدارات التعليم بالمملكة ، كما نسال الله أن يوفق الدكتور المسعودي ويعينه وأن يجعل ما سيأتي خطوة في الطريق لتحقيق رؤية التعليم ضمن منظومة الرؤيا العامة (روية المملكة 2030 ).
بقلم الدكتور / داخل بن دخيل الله الحارثي