قرر مجلس الوزراء تفويض وزير التعليم صلاحية تعديل لائحة تقويم الطالب الموافق عليها بقرار اللجنة العليا لسياسة التعليم في المملكة العربية السعودية رقم (53/ ق/ ع) وتاريخ 1 / 3 / 1426 . لا شك أن قرار مجلس الوزراء جاء في الوقت المناسب حيث أنه قد مضى وقت طويل على لائحة تقويم الطالب الحالية , في زمن ثورة المعلومات والاتصالات وفي وقت تتوالد فيه معلومة في كل جزء من ستين جزء من الثانية كما يقول بيل غيتس . قبل أيام قليلة صدر تعميم من قبل وزارة التعليم يتعلق بتشكيل لجنة للسلامة المرورية في المدارس (بنين وبنات) . تعميم ضبابي وفضفاض وحمال أوجه تحول بموجبه المعلم الى رجل أمن ومرور في آن واحد ؟؟! إن حفظ الأمن وكل ما يحصل خارج أسوار المدرسة هو من مسئولية الأجهزة الأمنية فقط وبدون منازع , ومسئولية الجهاز الإداري والتعليمي تبدأ وتنتهي داخل أسوار المدرسة فقط . وبالتالي فمن الطبيعي بمكان أن يصدر قرار بإلغاء هذا التعميم خلال أيام قليلة جدا من صدوره لأنه ولد ميتا . اللائحة التعليمية صدرت وأيضا عليها الكثير من الملاحظات والمآخذ . ما أود قوله إنه ليس من حق وزارة التعليم وبالذات الدائرة المغلقة المحيطة بها أن تنفرد في إتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بالمعلم والطالب وأولياء الأمور . إن من حق الإدارات التعليمية والعاملين فيها من الكادر الإداري والتعليمي (بنين وبنات) أن يشاركوا في صياغة القرارات التي تتعلق بهم , وعلى أن يقتصر دور الوزارة وبالذات الدائرة المغلقة التي تهيمن على القرارات أن تتبني المواقف التي تتخذها الإدارات التعليمية ( الأغلبية) , وهذا الأمر يتطلب إفساح المجال لهذه الإدارات في أن يكون لها حق المشاركة في جميع القرارات التي تصدر عن وزارة التعليم , لقد ولى الزمن الذي كانت تقوم فيه الوزارة بدور (المرسل) والإدارات التعليمية بدور (المستقبل) . وزارة التعليم جهاز وزاري ضخم لا يمكن له أن يدار من قبل مجموعة من الأشخاص (الدائرة المغلقة) , ولتكن البداية من تعديل لائحة تقويم الطالب , هذه اللائحة تمس الطالب والمعلم والأسرة ولا بد أن يشارك الجميع في صياغتها بدءاً من الإدارات إلى الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والنخب المثقفة . الطالب إنسان له مشاعر وأحاسيس وليس آلة عفوا (حقل تجارب) , ولا يمكن أن نضع له آلية تجعلة طوال العام وحتى أثناء العطلة الصيفية يلهث وراء اختبارات قصيرة وطويلة وواجبات منزلية وبحوث ومهمات وأبحاث ... الخ , وفي النهاية يتخرج لدينا جيل متفوق دراسيا ولكنه في المقابل متخلف إجتماعيا لأنه لم يعش حياته (الحياة مدرسة) كما ينبغي بل كان أسير النظريات والمثاليات والتنظيرات . أعتقد إنه في حال إصرار المركز (الوزارة) على نظرتها الدونية للأطراف (الإدارات التعليمية) وتهميشها , فإن إيجاد نقابة للمعلمين تدافع عن حقوقهم أمام تغول وزارة التعليم سوف تصبح مجرد مسألة وقت ليس إلا .
بقلم / فوزي محمد الأحمدي - تبوك