حينما نتحدث عن العوائد الاجتماعية لأجيال استفادت من مناهج التعليم ومازالت مستمرة أو تخرجت من مؤسسات التعليم ؛ نجد الكثير من هذه العوائد يمارس بكل فعالية ويستفيد منها المجتمع ، وإن كانت بنسب متفاوتة بحسب ظروف وطبيعة التكوين المجتمعي في المدن والقرى لأن المكون الإنساني ما هو إلا جزءا أوليا وأصيلا من هذه العوائد، وفي مقابل هذا الأمر يوجد البعض الذي يرى انخفاضا ملحوظا ومتدني في العوائد الاجتماعية للتعليم من وجهة نظره ، نتيجة ممارسات خاطئة تحدث بشكل دوري كان لا ينبغي أن تحدث من أجيال تم تشكيل ثقافتها في مؤسسات حرصت على أن تغرس كل الفوائد العظيمة في نفوس طلابها ، وبأساليب متنوعة تناسب المراحل العمرية المختلفة ،وبالرغم من تطلعنا المستقبلي المشروع إلى كم مرتفع من العوائد الاجتماعية المتنوعة في الأبناء ، إلا أنه يوجد نماذج مشجعة وتبعث على الاعتزاز تمارس عوائد اجتماعية تعليمية مشرقة منها رفض أساليب الشعوذة والدجل وكل ما يخل بالعقيدة الصحيحة ، والوقوف ضد توجيه الأفراد إلى عالم الجهل ، وممارسة قيم فاضلة تساعد في تكاتف المجتمع ، ورفض العوامل والتيارات الهدامة للوطن وأبنائه ، ومحاربة الإرهاب وأفكاره وأهدافه ، وزيادة قدرة الفرد في إعداد وتصريف أموره المالية وما يحتاجه من سلع اقتصادية تتناسب مع وضعه المهني والاجتماعي ، وتوظيف المعلومات الصحية في تحقيق القوة والسلامة البدنية والعقلية ، وبالإضافة إلى ما سبق ذكره من عوائد للتعليم ، تتضح بعض العوائد الحميدة المتواجدة والمرتبطة بمناسباتنا الدينية كشهر رمضان الكريم وما يحدث فيه من تنافس من أبناء المجتمع في تهيئة بيوت الله بكل ما تحتاجه من الأجهزة والأنواع الفاخرة من السجاد ، وتزويدها بكميات كافية من المصاحف وتوفير مياه الشرب للمصلين ، والمحافظة اليومية على نظافتها وإعداد جداول المحاضرات الدينية القيمة ، وتهيئة الجوامع لإفطار أعداد كبيرة من الصائمين طيلة أيام الشهر الكريم ، وفي موسم الحج تتسابق الأنفس الزكية لخدمة الحجاج وتقديم الخدمات الجليلة لهم من إرشاد وتوجيه والعمل على راحتهم حتى عودتهم من رحلة الحج العظيمة إلى بلادهم ، ومع كل هذه الحصيلة الرائعة من العائد التعليمي في مجتمعاتنا ، إلا أنه يلوح في أفق كل محب لهذا المجتمع ومخلص لهذا الوطن عوائد لم تحضركما ينبغي ،أهمها المحافظة التامة على الممتلكات العامة والمكتسبات الحضارية للوطن واعتبارها أمانة في عنق الجميع دون استثناء ، وانعدام بعض السلوكيات الباعثة على ارتكاب الجريمة كحمل السلاح والتفاخر به وإطلاق النار، والابتعاد عن جميع التجمعات المسائية المشبوهة، ورفض التسهيلات المالية غير الضرورية من قروض وبطاقات ائتمانية، وممارسة كل ثقافة تنظيمية تشجع على الاحترام والتعايش السلمي الحضاري مع الأفراد بغض النظر عن نوعية مرجعهم المجتمعي والقبلي والمناطقي ، والنظر للبيئة حولنا كملكية مشتركة للفرد والمجتمع ، والالتزام بقواعد السلامة المرورية في الطرقات، وتعليمات السلامة في بقية المجالات .
معيض الربيعي
العوائد الاجتماعية المرجوة من مناهج التعليم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/235342/