الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
ان من المشكلات المنتشرة في كثير من المجتمعات قطع الأرحام بسبب كثرة الخلافات والنزاعات بين الأقارب.. فتجد القريب يقاطع قريبه, والأخ يهجر أخاه, بل وصل الأمر وللأسف الشديد أن يعتدي الابن على أبيه والعياذ بالله
فقطيعة الرحم ذنب عظيم، وجرم جسيم، ، وكبيره من كبائر الذنوب ، تفصم الروابط، وتقطع الشواجر، و تتسبب في الطرد من رحمة الله تعالى، كما قال سبحانه: ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (محمد:22-23) . فلو تأمل الناس فيما يسبب قطيعة الرحم بينهم لوجدوه شيئا من حطام الدنيا الزائل ، مما لا يغني عند الله شيئا يوم القيامة ، أو يكون بسبب ما ينزغ الشيطان بينهم ، فيوقع بينهم العداوة والبغضاء بأسباب تافهة لا تستحق الالتفات إليها أصلا ، فالشريعة تأمر بالصلة ولو كان ثمة سبب معتبر للقطيعة ، وتحث المؤمنين على تجاوز الأخطاء والتعامل بالعفو والصفح والمسامحة ، وليس بتصيد الأخطاء واكتناز الحقد والبغض والحسد ، فيجب على المسلم الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم والحذر كل الحذر يا أخي المسلم من قطع الأرحام ، فقد حذر تعالى منها بقوله : ( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) سورة الرعد آيه 25 . وأي عقوبة أكثر من اللعن وسوء الدار تنتظر الذين يقطعون أرحامهم ، فيحرمون أنفسهم أجر الصلة في الآخرة
وأخيرا: أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يجعلنا ممن يصلون ما أمر الله به أن يوصل، وأن يعيذنا من قطيعة الأرحام. وأسأله U أن يجعل هذه الكلمات معينة على البر والصلة، إنه سميع قريب.
معيض الربيعي
احذروا قطع الأرحام
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/231200/