قال تعالى: ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ) [النساء:110]
كثير من الناس في هذه الأيام التي نعيشها يبحث عن أمن وأمان له من هذه الفتن والمحن والابتلاءات التي نعيشها , ومن أعظم وسائل الأمن الاستغفار ، فبالاستغفار تغفر الخطايا والذنوب ، وبالاستغفار تكون البركة في الأرزاق ،فهو مطلب إلهي، ومراد رباني، طلبه الله لنفسه، وارتضاه من عباده، واختاره لتكفير ذنوب المقربين، وأحبه ليطهرهم من سيئاتهم، وأنزله في كتابه، وأرسل به رسله.
والاستغفار عمل الأنبياء، ودعوة المرسلين، وشغلهم الشاغل، أكثروا منه بالليل والنهار، مع خلوهم من أسبابه، وبعدهم من دائه، وهو عمل الصالحين، وذكر المقربين، ودأب المؤمنين، وسبيل المتقين، ونجاة السالكين، ومحب الراغبين، وطريق الفالحين، ومقيل عثرات العاثرين، وتفريج لهموم المهمومين، ودواء للعصاة والمذنبين ، وهو مفتاح التوبة، وطريق العودة، وسبيل المغفرة، وبداية الاعتذار، والصلح مع الله رب العالمين. وهو مطهر البدن من الذنوب، وتنظيف القلب من الران، وسبب لعدم تكديس المعاصي على العبد، وهو أقرب طريق لجلب رحمة الله تعالى.
فالاستغفار نعمة ٌمن نعمِ الله تعالى على الإنسان ؛ فلولاه لما استطاع الواحد منا أن يكفّر عن ذنوبه و يطلب من الله المغفرة ولكان بني آدم جميعهم هالكون بسبب ذنوبهم . قال أبو موسى رضي الله عنه : كان لنا أمانان، ذهب أحدهما وهو كون الرسول فينا، وبقي الاستغفار معنا، فإذا ذهب هلكنا.