إن الدعوة إلى الله تعالى مهمةٌ جليلةٌ عظيمةٌ، كما أنها من أحب الأعمال إلى الله تعالى فقد قال سبحانه : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت الآية (33)، وطريق الدعوة ليس سهلًا هينًا مفروشًا بالورود بل هو شاقٌ طويل محفوفٌ بالعقبات والابتلاءات، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة عن الرسل والأنبياء عليهم السلام تدل على قوة إيمانهم وصبرهم وتضحيتهم في سبيل تبليغ العقيدة الصحيحة، وقد سار على دربهم علماء أمتنا العالمون المخلصون.
هذه المهمة العظيمة ليست خاصة بالرجال بل إن المرأة أيضًا عليها أن تقوم بذلك، فهي حاضنة الأطفال ومربية الأجيال علماء ودعاة المستقبل، لكنها تواجه بعض العوائق بسبب المسؤوليات الملقاة على عاتقها منها: ضعف العلم الشرعي فقد تكون المرأة متميزةً في طرحها الدعوي وذات شخصيةٍ مؤثرة لكن ينقصها العلم الشرعي الذي يؤهلها للدعوة وتحتاج لتعلم بعض المهارات، لذلك عليها الاجتهاد في القراءة والاطلاع والحرص على حضور الدروس الشرعية، والاستفادة من محاضرات العلماء والدعاة المتوفرة في التسجيلات وعلى الشبكة، وسؤال أهل العلم عما يشكل عليها، والاستفادة من الشبكة العنكبوتية التي تزخر ببرامج مفيدة في هذا المجال.
أما مسؤولية الزوج والأولاد فهي عقبة تعاني منها الداعية لا سيما إذا ابتليت بزوج غير ملتزم يمنعها من الخروج لحضور مجلس علم، أو إلقاء درس، حتى وإن كان الزوج متفهمًا معينًا لها إلا أن التوفيق بين مسؤوليات الأسرة وأعباء الدعوة يبقى صعبًا لدى البعض، مما يساعد على تخطي هذه العقبة بإذن الله تعالى الاستفادة من خبرات الأخريات في إدارة المنزل، ولا بأس من الاستعانة بعاملةٍ مسلمةٍ أمينة تساعدها إن تيسر لها ذلك، ولتحرص على القيام بواجباتها نحو زوجها وأولادها وكذلك تسعى لكسب ودّ زوجها، فإن الزوج الصالح بعد عون الله تعالى يكون خير عونٍ لزوجته الداعية ويغض طرفه عن تقصيرها، ولتحتسب الأجر في كل ما تقوم به، ومع بذل الأسباب لا بد من صدق اللجوء إلى الله تعالى وسؤاله العون والتوفيق إنه ولي ذلك والقادر عليه.