لا شك في أن للصلاة أهمية كبرى في الدين الاسلامي فهي العبادة التي إن قُبلت قُبل ما سواها و إن رُدَّت رُدَّ ما سواها ، و لا شَكَّ بأن من علامات فلاح الإنسان المؤمن هو تمكّنه من أداء صلواته بخشوع و حضور قلب ، ولكن مع الأسف فالكثير منا لا يصل إلى درجة الخشوع والتركيز في صلاته بل قد يسرح في صلاته ويتشوش وينسى لدرجة أنه قد ينسى أي ركعة يصلي بها وقد يلجأ كذلك إلى أن يقوم بإعادة صلاته مرة أخرى
فالخشوع في الصلاة هو روح الصلاة ولبها، وركنها الأعظم، وهو الذل لله والتواضع والسكينة والطمأنينة والخضوع لله جل وعلا، والصلاة التي يرديها الإسلام ليست مجرد أقوال يلوكها اللسان، وحركات تؤديها الجوارح، بلا تدبر من عقل، ولا خشوع من قلب ، فإذا خشع قلب المصلي استشعر الوقوف بين يدي خالقه، وعظمت عنده مناجاته، فمن قدَرَ الأمر حق قدره، واستقرَّ في جنانه عظمة الله وجلاله، وامتلأ بالخوف قلبه، خشع في صلاته، وأقبل عليها، ولم يشتغل بسواها، وسكنت جوارحه فيها، واستحق المديح القرآني قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ (1)ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ (المؤمنون:1،2(.
نسأل الله عزَّ و جَلَّ أن يُبعد عنا الشيطان و وساوسه في جميع الحالات خاصة حال الصلاة و العبادة ، و أن يوفقنا و يوفِّقَ جميع المؤمنين للصلاة التامة و المقبولة بقلوب خاشعة و منقطعة إلى رب العالمين ، إنه مجيب الدعاء
.