[error][/error]
قال الله تعالى مثنياً على النبي- صلى الله عليه وسلم-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم/4].
إن أفضل الطرق وأسهلها وأيسرها للتحلي بالأخلاق الحسنة هو الاقتداء بالنبي- صلى الله عليه وسلم- الذي كان خُلقه القرآن، وكان أحسن الناس خَلقاً وخُلقاً، يُعطي مَنْ حَرَمَه، ويعفو عمَّن ظلمه، ويصل مَنْ قطعه، ويحسن إلى من أساء إليه، وهذه أصول الأخلاق، فعلينا الاقتداء به في سائر أحواله، إلا ما خصه الله به، فذلك خاص به لا يشاركه فيه غيره كالنبوة، والوحي، ونكاح أكثر من أربع زوجات، وحرمة نكاح نسائه بعده، وحرمة الأكل من الصدقة، وعدم إرثه ونحو ذلك مما هو معلوم، فيجب على كل مسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به من عند الله من الأقوال والأفعال، والأخلاق والآداب، والتوحيد والإيمان، والسنن والأحكام، فمن تصفح سيرة الرسول يتضح له أنه لم يتحول عن مبدئه قيد أنملة واحتمل إيذاء المشركين بكل صبر ولم يذق للراحة طعما في سبيل نشر الدين ولم يقبل ما عرضته عليه قريش من ملك ومال وجاه، فما كانت نتيجة ثباته على المبدأ؟ كانت النتيجة أنه هزم المشركين وفتح بلادهم وهدم الأصنام ونشر الإسلام وتوفي بعد أن بلغ رسالات ربه بكل أمانة وبعد أن قام بالواجب عليه خير قيام فليعتبر المسلمون بينهم وليقتدوا به في جميع أمورهم ليفوزوا بنعيم الدارين ، فما أحوج المسلمين إلى سيرة النبي، وإلى فهم منهج النبي، فيجب أن نتفحص أقواله، وأن نتمعن في أحواله، وأن نقتدي به، فلعل الله سبحانه وتعالى يرحمنا باتباع سنته، فقد أخبرنا الله عز وجل أنه ما كان ليعذبنا والنبي صلى الله عليه وسلم فينا وقال : ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ (الأنفال -33 )
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين