فالثمار عندما تنضج، يحين قطافها،ولاتنضج بالاستعجال، بل لا يملك أحد ذلك؛ لأنكل شيء في الكون يجري بحساب ومقدار ..ولكن الإنسان عجول بطبعه، قال خالقه عنه: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}أي: خلق الإنسان عجولاً يبادرالأشياء،ويستعجل بوقوعها، على مقتضى شهواته،لذا كان استعجال الأمور محبب للنفوس؛ فتضيق الصدور عندما، يتأخر عنها مرادها؛ فماذا كان؟! يكثر الزلل والوقوع في الخطأ؛ فثمرة العجلة الندامة وفهي تجلب الشر وتمنع الخير!!وقد جاء في الحديث: "العجلة من الشيطان"؛ لأنها خفة وطيش في العبد تمنعه من التثبت والوقار والحلم وتوجب وضع الشيء في غير محله؛ فهي دائرة بين التفريط والاستعجال قبل الوقت، بخلاف من تمهل وتروى عند الإقدام على عمل يريده؛ فإنه تحصل له بصيرة به ومتى لم تحصل تلك البصيرة فلا ينبغي الاستعجال!!
نعم الإنسان جبل على العجل، ولكن في استطاعته أن يلزم نفسه بالتأني كما أنه جبل على حب الشهوات مع أنه في استطاعته أن يلزم نفسه بالكف عنها. كما قال تعالى:{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}.
فعليك أيها الإنسان بالنظر في عواقب الأمور لتقي نفسك من مخاطر العجلة والوقوع فيمالا يحمد عقباه ؛ لأن بالتأني؛ تأتي سلامة القرار،واتزان الأفعال.
وفي الشعر:
لا تعجلن فربما ... عجل الفتى فيما يضره
ولربما كره الفتى ... أمراً عواقبه تسره
معيض الربيعي
آفة الاستعجال
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/230587/