كل إنسان يحتاج لرفيق يصاحبه ويأنس به ويكون عونًا له وسندًا، والصحبة أثرها بالغ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أبو داود، ويمتد هذا الأثر إلى يوم القيامة، فما كان لله تعالى فهو دائم بدوامه، وما كان لغيره فسينقلب عداوة يوم الحساب لأن المصالح الدنيوية تزول في الآخرة ولا يبقى إلا ما كان خالصًا لوجهه سبحانه، قال الله تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) الزخرف (67).
المسلم العاقل يحسن اختيار جلسائه ويحرص على صحبة التقي الصالح الذي يذكره بتقوى الله تعالى ويعينه على طاعته، وينصحه ويقومه إذا مال عن الحق، وعليه أن ينقي علاقته الأخوية من حظوظ الدنيا، فأعظم مقامات الأخوة أن تكون في الله ولله، ويا لها من بشرى عظيمة لمن يكون في ظل عرش الله يوم تكون النفوس خائفة وجلة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي" رواه مسلم.
فحريٌ بنا أن نحرص على صحبة التقي الصالح الذي يذكرنا إذا نسينا ويعلمنا إذا جهلنا ويصفع عن أخطائنا، وأن نبتعد كل البعد عن جليس السوء الذي يورد نفسه وصاحبه المهالك.
أنت في النـــــاس تُــقــــــــاسُ بالذي اخترتَ خليلًا
فاصحـــبِ الأخيـار تعلو وتــنــلْ ذكـرًا جـمـــيـــــــــلًا