البُن والهيل وقرينه القرنفل مع آنية تحضير البُن ؛ أسماء ارتبطت بثقافة المجتمع السعودي المتذوق للقهوة العربية بشكل يومي وخلال فترات متقاربة، واختار أبناء المملكة البُن الفائق الجودة  كمشروب أساسي متوارث عبر الأجيال ، وأول ما يقدم للضيوف في ثقافة التكريم والإحسان السعودية ، وعندما  ننظر لتاريخ البُن يتبين لنا أنه نبات شجري وجد منذ القدم وموطنه الأصلي إثيوبيا ، وعرفه العرب في جزيرتهم في القرن السابع الهجري وقيل القرن التاسع عندما  قام جمال الدين الذبحاني بإدخال هذا المشروب إلى الجزيرة العربية ، وأول من أنتجه بكميات كبيرة وتاجر به سكان اليمن بأنواع منها البن المطري، والبن الدوائري، والبن القديني، والبن التفاحي، ثم انتشر في بقية العالم ،واستخدمت ثماره في كثير من الأوجه فالشعب الإثيوبي استخدموه في البداية كنوع من المكسرات ،و اليابانيون القدماء استخدموه للعناية بالجلد ، ولقي مشروب البُن رفضا شديدا في بداية ظهوره عند العرب ، ولكن سرعان ما انتشر وصار مفضلا عند جميع عامة الناس ، وشجرة البُن من الأشجار دائمة الخضرة لها مئات من  الأنواع ؛ تنمو بطولٍ يقارب العشرة أمتار أو دون ذلك قليلا ؛ خمسون نوعا منها ينتج البُن ، وثمارها على الشجرة حمراء اللون تحتوي على مادة الكافيين المنبهة وبعض الأملاح ومركبات أخرى ، ويجتهد زارع البُن بحصاد الثمار في مزرعته ثم تجفيفها لمدة أسبوعين تحت أشعة الشمس ، واستخراج حبوب البُن الخضراء لإعدادها للتسويق ، وتتفاوت جودة البُن بحسب نوع الشجرة المنتجة للثمار ، وتستخدم قشور البُن مشروبا بجانب الثمار بعد تحميصها لتصل إلى اللون البني بدرجاته المتفاوتة ، وفي عالمنا المعاصر تعددت أنواع البُن وزاد عدد الدول المنتجة لهذا المحصول النقدي  والمفضل عالميا وخاصة في قارة أمريكا الجنوبية المنتجة لحوالي خمسة وأربعون بالمائة من الإنتاج العالمي ، وتأتي القارة الأفريقية في المركز الثاني في إنتاجه ، واعتادت كثير من شعوب الأرض على تناول القهوة كمشروب يومي وتميزت دول بنوع معين من القهوة كالقهوة التركية والأمريكية والإيطالية والإيرلندية والمكسيكية والقهوة ذات النكهات المتعددة، ويومنا الحاضر ومع تقارب وحدة الهويات العالمية تبقى القهوة السعودية ممزوجة بالهيل والزعفران مميزة وحاضرة في كل مجلس وبين الأيادي يتناولها من يطيب له مذاقها ورائحتها المميزة غير عابئ بما جد من  أنواع القهوة العالمية ، وإن انتشرت محلاتها واشتهرت بين أجيال اليوم .