مع تسارع الأحداث وكثرة المتغيرات في حياتنا نجدها لا تخلوا مما يعرض فيها من بلاء، إما بداءٍ أوخسارةٍ أو غَلَبة دين أو فَقْد حبيب كان مِلأ سمع أحدنا وبصره، والواجب على العبد والحال هذه أن لا ييأس من رَوْح الله وأن لا يقنط من رحمته، بل يجب عليه أن يستيقن أنّ ما نزل به من بلاء لم يكن إلا خيرًا له؛ يرفع الله به درجته أو يدفع عنه شرًّا أعظم مما ابتلاه به، أو يعوّضه خيرًا مما فقد في عاجل أمره وآخره، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من يرد الله به خيرًا يُصِب منه)). أي: يبتليه بالمصائب ليثيبه. وكما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي وابن ماجه في سننهما بإسناد جيد، عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السَّخَط)).
نسأل الله بمنه وكرمه أن يلهمنا الرضا بقدره وحسن الظن به إنه ولي ذلك والقادر عليه.