الحب في الله هو من الخلق الذي يتسم به المؤمن، وأكثر النبي عليه الصلاة والسلام من الحديث عن الحب والبغض في الله؛ يبدو أن الحب في الله قوام الدين، وقوام مجتمع المؤمنين، وهو المحور الذي يتمحور حوله المؤمنون وهو الذي يجمعهم، وهو الذي يوحدهم، وهو الذي يجعلهم طاقةً كبيرة، وهو الذي يجعلهم صفاً واحداً في وجه أعدائهم، وهو الذي يبث فيهم روح الجماعة، وروح الجماعة شيء لا يقدر بثمن.
وتجد في العالم الإسلامي كل شيء إلا الحب في الله مساجد، جامعات، مؤتمرات، كتب، مكتبات، لكن لا تجد حباً في الله، في بعض المرات وجدت جمع ممن يعمل في الحقل الديني جمع كبير، وجدت وداً بينهم لا يوصف، كل منهم يأخذ أخاه بالأحضان ويقبله ويثني عليه وأنا أعلم أن في غيبة بعضهم بعضاً يتحدثون ما لا تحمد عقباه هذه مشكلة، ظاهرة خطيرة، في المواجهة مديح وثناء، وتكريم وعطاء، لكن في الغيبة ليسوا كما هم في الواجهة، هذه هي المشكلة، صار في موقف مزدوج، ود وثناء ومديح، حينما تواجه إنسان، ونقص وطعن وتقليل أهمية، وانتقاد حينما يغيب عنك، هذا الذي جعل المسلمين مشرذمين، متفرقين ضعاف، هذا الذي أذهب ريحهم
الحب في الله عين التوحيد، والحب مع الله عين الشرك.
كلمة واحدة بين أن تحب في الله وبين أن تحب مع الله، من لوازم الحب في الله أن تحب النبي وأصحابه، وأن تحب صالح المؤمنين، وأن تحب أولياء الله الصالحين، وأن تحب أي مؤمن، هذه النزعة الضيقة أن تحب أخوان جامعك فقط، هذه النزعة يجب أن نحاربها لأنها تفتت المسلمين، يجب أن تحب كل المؤمنين، يجب أن يكون انتماؤك لمجموع المؤمنين.