عقول وأفراد الأمة أخذتها زينة الحياة الدنيا وشهواتها، حتى عبدوها وأصبحوا يرون في تعاليم الإسلام وأحكامه ما يفسد عليهم مـتـعـتـهـم بها فصاروا يحاربون تعاليم الإسلام والداعين إليه، ويقفون في وجه كل دعوة جادة إلى الإسلام تريد إعادة الأمر إلى نصابه، وتقوم ببيان خطر الاغترار بالدنيا، منبهة إياهم إلى ما أحـدثـه من آثار سلبية كثيرة على دينهم ودنياهم.
وشـبــاب الـصـحــــوة الإسلامية بعامة والدعاة إلى الله (سبحانه) بخاصة، جزءٌ من أفراد المجتمع الإسلامي يصيب بعضهم - سواء أكان ذلك في حياتهم الشخصية والاجتماعية أو في البيئة الدعوية التي يعمـلـون من خلالها - ما يوجد في مجتمعاتهم من أمراض وأدواء، ومن ذلك وجود ظاهــــرة الـترف والرفاهية الزائدة في حياة بعضهم، وانشغالهم بذلك عن تربية أنفسهم والقيام بواجبـهـم تـجاه دينهم وأمتهم، بل إن الأمر لدى أولئك تجاوز حد التشاغل إلى مرحلة التساقط عن الطريق وترك الطاعة ومبارزة الله (تعالى) بالمعاصي.
وهذه محاولة لمعالجة تلك الظاهرة بـبـيــان حقيقتها، وإيضاح موقف الشرع منها، وإبراز مظاهرها، وتحليل أسبابها وبيان خطورتـهــا وآثارها، مع محاولة تقديم وصف لعلاجها، عَلَّ الله (سبحانه وتعالى) أن يوفقنا إلى تلافيها وتجاوز آثارها.
ورد ذكر الترف في القرآن الكريم في ثمانية مواضع كلها في موضــع الذم له والتحذير منه، كما ورد العديد من الأحاديث النبوية التي ينهى بعضها عن الترف جملة وتحذر من تعلُّق القلب به، وغلو الإنسان في الانغماس في متع الحياة وملذاتهــا، وبعضها الآخر ينهى عن مظهر من مظاهر الترف، ويحث على تركه والانصراف عنه إلى مـا هو خير في الدارين.
معيض الربيعي
خطر الترف على الدعاة الدعوة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/230194/