الإنسان في حاجة دائمة إلى أن يستلهم الرحمات ويقرع أبواب السماوات، ويناجي المولى لينال عظيم الأجر وحسن الثواب، ويرفع أكف الضراعة إلى الله في وسط أمواج الفتن الدهماء؛ لينجو من الشهوات والأمراض والهوى، ويتصل بالملك الأعلى فالمسلم إذا دعا ربه مخلصا في توجهه إليه جل وعلا موقنا بالإجابة ,فانه ما من شك أن الله سيستجيب له دعاءه إن يصرف عنه من السوء ,أو يثيبه عليه يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ،ففضائل الدعاء كثيرة منها أنه يقوي صلة العبد بربه فينهاه عن مخالفة أمره وعصيانه, ويفتح له أبواب خيره ونعمه ففيه تقضى الحاجات وتدفع المحن والمصائب ويثبت الأجر بعونه تعالى ,وبالدعاء تتحقق طمأنينة القلب ,وصفاء النفس ,فيشعر المسلم بالرضا والسكينة والأمن فينال غاية ما يتمنى الإنسان ، والدعاء كذلك يعلم المسلم الصبر على المصائب بل يزرعه في نفسه حتى يكون جزءا منه لا يفارقه, فيكون أقوى عزيمة لأنه التجأ إلى الله القوي المتين الذي لا يرد من يلتجأ إليه وقد ورد عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ( إن ربكم حيى كريم يستحي من عبده ان يرفع إليه يديه فيردهما صفرا أو قال خائبتين ) رواه ابن ماجه والترمذي
أسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم تقبل منا الدعاء يا رب العالمين، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن بطن لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .