قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : « وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ))
إن العمل عنوان بارز ومهم في حياتنا اليومية والإخلاص يجب أن يكون هدفاً رئيساً ورائداً من أجل زيادة الإنتاج وخدمة الوطن والمواطن وتأكيد حسن المسؤولية لدى الجميع .
العمل عبادة وهو جوهر الإنسان لحياة كريمة يعيش خلالها حياة رغيدة بكل أمانة وشرف وإخلاص ...
فالإنسان الذي يعمل خير من الذي لا يعمل لأنه يساعد على تحرك عجلة التنمية والتطور في المجتمع
أما الإنسان ألاتكالي فلا يكون إلا عالة على الآخرين .. فيجب علينا أن نعمل حتى نوفر ما نحتاجه لحياة كريمة ونعمل بإخلاص أيضا حتى ننال رضا رب العالمين ولا نكون خائنين للأمانة حتى ننال البركة من الله .
وإذا كان الرزق من عند الله، فليس معنى هذا أن يتكاسل الإنسان ويترك العمل، لأن الله سبحانه وتعالى، حثنا على العمل، لتعمير الأرض وكسب الرزق، وأمرنا بأن ننطلق سعياً للحصول عليه، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) سورة الملك الآية 15.
وقد شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعي في طلب الرزق له ولأسرته القنوع، الراضي بما قسمه الله له، شبهه بالحاج والمجاهد في سبيل الله، جمع له ثواب الحج وأجر الجهاد، فهل وجدتم أيها المسلمون ديناً قبل الإسلام يدعو الناس إلى العمل بهذه الصورة ويلّح أن يجعلوه قاعدة لحياتهم الاجتماعية؟ وجعل أطيب الكسب ما كان من عمل الإنسان وجهده وبذلك قضى على طائفة العاطلين باسم الدين، وأحال المجتمع كله إلى خلية نشطة يبذل كل فرد فيها جهده وعرقه، وتلك هي التضحية الحقة والعبادة في أسمى صوره.
وإذا كان يوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع، فالقرآن الكريم يحض المؤمنين على طلب الرزق ويأمرهم بمجرد أداء الصلاة، أن يسعوا في الأرض لتدبير معيشتهم قال تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ) سورة الجمعة الآية 10.