الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد ..
الوسطية سمة هذه الأمة، وبها تُعْرف بين الأمم، وهي حالة محمودة تدفع أهلها للالتزام بهدي الإسلام فيقيمون العدل بينالناس، وينشرون الخير، ويحققون عمارة الأرض وعبودية الله، وحقوق الإنسانية بين بني البشر، ويعطى في ظل الإسلامكل ذي حقٍّ حقَّه ، فالوسطية والاعتدال وصف لحقيقة الإسلام كما أمر به الله، دون إفراط أو تفريط، إذ الإفراط المبالغةبقصد التزام أحكام الدين، والتفريط التهاون بأحكامه ..
فمن أهم ملامح الوسطية والاعتدال تتمثل في قيم: (العدل، والإحسان، والخيرية، والتيسير، ورفع الحرج، والرفق، والحكمة،والاستقامة، والأمان، والقوة، والوحدة، والبينية المعتدلة، وإقامة الدين، وعمارة الأرض، وطاعة ولي الأمر والنصح له...). فالوسطيةهي الاعتدال في كل أمور الدين والدنيا من تصورات وأفكار ومناهج ومواقف، وهي تحرٍ متواصل للصواب في التوجهاتوالاختيارات، فهي ليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال بل منهج فكري أخلاقي وسلوك
إن وسطية الإسلام يجب أن نمثلها في سلوكنا وأفكارنا وتعاملنا فيما بيننا أولا ثم ننقلها إلى الخارج لا من خلال الأفكار فقطولكن من خلال السلوك . ولو استطعنا أن نصل إلى قمم القيم الإسلامية وقمم الحقيقة الإسلامية واستطعنا أن ننزل إلىهضاب الحضارة الغربية المتعطشة فنرويها بالحقيقة الإسلامية وبالهدى الإسلامي لأضفنا إليها بعدا جديدا
فالأمة الإسلامية خوطبت بآيات قرآنية عظيمة تحدد لها رسالتها في ظل الإسلام بقوله تعالى : (( كنتم خير أمة أخرجتللناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) ال عمران 110
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .