

إذاً أكثر سورة وردت فيها كلمة التوبة هي السورة التي بين أيدينا. والملفت أنها لم تذكر نوعاً من طوائف المجتمع إلا وذكرته بالتوبة: الكفار والمشركين والمرتدين والمترددين والمنافقين والعصاة والمؤمنين الصالحين، حتى النبي r والصحابة. فكلما تحدثت السورة عن فئة منهم نراها تذكرهم بالتوبة أو تخبرهم بأن الله تعالى قد تاب عليهم
]لَقَدْ تَابَ الله... فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ...
فبالرغم من أن السورة قد فضحت المنافقين إلا أنها توصل لهم رسالة وهي أن كل حيلهم قد كشفت وأصبح المؤمنون يعرفونها فلا سبيل لهم للنجاة إلا بالتوبة. لقد فضحتهم لتلجأهم إلى التوبة.. كمن يبتليه الله ببلاء ليكون سبباً في عودته. فسورة التوبة تشعر المنافقين بأنهم محاصرون ولم يعد لهم من حجة بعد بيان الدين وتوضيحه، فلا منفذ لهم إلا بالتوبة. حتى دعوة المؤمنين إلى القتال، تهدف إلى تسلل اليأس إلى الكفار من القتال والحرب ويتوبوا إلى الله...



