الحمد الله الذي خلقنا لعبادة و أمرنا بتوحيده وطاعته ووعد من أخلص له العبادة بدار كرامته وأشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
أما بعد .
قال ابن القيم رحمه الله :ما عوقب عبد بعقوبة . . أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله . وما خلقت النار إلا لإذابة القلوب القاسية . فإذا قسا القلب أقحطت العين .
وقسوة القلب من أربعة أشياء إذ جاوزت قدر الحاجة : الأكل والنوم والكلام والمخالطة .
وكما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه بالطعام والشراب ، فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجح فيه المواعظ .
ثم قال رحمه الله :
من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته . لأن القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله
بقدر تعلقها بها .
خراب القلب من الأمن والغفلة
وعمارته من الخشية والذكر .
لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا إلا كما يدخل الجمل في سم الإبرة .
وقال رحمه الله :
إنما يقطع السفر ويصل المسافر بلزوم الجادة وسير الليل ،فإذا حاد المسافر عن الطريق ونام الليل كله فمتى يصل مقصده .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ :اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا ( رواه الترمذي (رقم/3502) وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في " صحيح الترمذي
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم