نرى في هذه السنوات ظاهرة مؤلمه يندى لها الجبين وتدمع لها العين, ويتقطع منها الفؤاد, وما من مجتمع إلا ويشكو منها ومن انتشارها ويتبرأ من فاعلها لأن ذلك ينافي الدين الاسلامي الذي حثنا على "بر الوالدين" وامرنا بطاعتهما والخضوع لهما في غير معصية الخالق وأوجب لهما حقوقا على الابناء لم يوجبها لأحد على احد إطلاقا, وقرن طاعتهما والإحسان إليهما بعبادته وتوحيده. قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } سورة النساء- 36 وحثنا القرآن الكريم أيضا على الدعاء لهما ويبدوا ذلك على لسان اكثر من بني يدعوا لوالديه كما هو من وصايا الله تعالى للإنسان حيث قال سبحانه على لسان بني الله نوح:{ رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} سورة نوح - 28 وعلى لسان ابراهيم عليه السلام:{ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } سوره ابراهيم- 41 ومن اوجه بر الوالدين... صلتهما وطاعتهما وعدم التضجر منهما ورفع الصوت عليهما والإحسان لهما ورعايتهما خاصه عند الكبر والأنفاق عليهما. وكذلك لم يتركهم الدين حتى بعد مماتهم وحثنا على الدعاء لهما والتصدق عنهما وقضاء الدين عنهما . وبذلك يعتبر الاسلام بر الوالدين من افضل انواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى وسببا من أسباب دخول الجنة... وإذا كان من الطبيعي أن يشكر الانسان من يساعده فإن الوالدين هما أحق الناس بالشكر والتقدير لكثرة ما قدماه من عطاء دون مقابل. ربي اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا, اللهم اعنا على برهما حتى يرضيا عنا فترضى, اللهم اعنا على الاحسان اليهما في كبرهما, اللهم ولاتتوافهما الا وهما راضيان عنا تمام الرضى, اللهم واعنا على خدمتهم, اللهم واختم بالحسنات اعمالهم...
معيض الربيعي
بر الوالدين
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/229551/