بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اشتملت سورتي الفلق والناس على الاستعاذة من جميع أنواع الشرور ، ولكن تميّـزت سورة الناس بالاستعاذة من وسوسة الشيطان الذي هو طريق السيئات ،ولبيان ذلك نقف على الفرق بين الشرور التي في السورتين :
1/ سورة الفلق الاستعاذة فيها من شرور الغير ( مكلف كان أو غير مكلف ) ،
أما الاستعاذة من الشر الوارد في سورة الناس من الشر الذي هو ظلم الإنسان لنفسه بالذنوب والمعاصي .
2/ الشر الوارد في سورة الفلق لا يحاسب عليه العبد ولا يطلب منه تركه لأنه ليس منه إنما جاءه من الخارج ،
بينما الشر الوارد في سورة الناس يحاسب عليه العبد لأنه من المنهي عنه ويأتي به بإرادته ورغبته وهواه .
3/ يُسمى الشر الوارد في سورة الفلق بشر المصائب لأنه مصيبة تنزل بالعبد دون رغبته ،
أما الشر الوارد في سورة الناس يسمى شر المعايب لأنه من العيب على صاحبه أن يأتي به وهو منهي عنه .
لذلك كان لابد كما نحرص على سلامتنا من العين والحسد والسحر أن يكون اهتمامنا بطرد الشيطان ووسوسته عنا أشد لأنه طريق إلى العقاب بل إلى خسارة في الدنيا والآخرة والعياذ بالله .
ولا يكون ذلك إلا بالحرص على دراسة كتاب الله وتدبره وتطبيقه والأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسؤال الله عز وجل الثبات على دينه .
ثبّتنا الله وإياكم على دينه ، والحمد لله رب العالمين .