الصلاة عمود الدين ، وركن الإسلام الثاني ، وتتجلى مظهر العبودية في آدائها على أعظم صورة حيث يضع العبد أشرف أعضائه على الأرض تعظيماً لربة ، ولايضعها لأحد سواه. فرضت ليلة الاسراء والمعراج فكانت اول ما أوجبه الله من العبادات كما أنها أول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم : ( أول مايحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله ،
وإن فسدت فسد سائر عمله ) .
بلغت أهمية الصلاة إلى أن جعلت أول الأمور التي يحاسب عليها المرء يوم القيامة، وكانت آخر
وصية للرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، قال صلى الله عليه وسلم : ( الصلاة وماملكت ايمانكم ).
وبالصلاة يكّفر الله بها الذنوب لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا: لايبقى من
درنه شيء ، قال : ( فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ) .
ومن أعظم أسباب دخول الجنة قال تعالى : ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم فاسقون )
وروى مسلم عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ،
ثم يقوم فيصلي ركعتين ، يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة ) ..
ومكانة خاصة فإن لصلاة الجماعة ميّزة عن صلاة الفرد أيضاً مما يدل على أهمية الصلاة ومكانتها قوله تعالى :
(يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ) ، فكيف لنا بركن يكون لنا عوناً مطلقاً في شتى شؤون
حياتنا ، لذا فإن علينا أن نحافظ عليها ونتمسك بها لتكون لنا - بإذن الله - نورً في الدنيا والآخرة ،
وهكذا فإنه لا عجب من حرص الصحابه - رضوان الله عليهم - على اقامة الصلاة حتى في أوقات الحرب والخوف
والمرض ، ومن أحوج منا في أيامنا هذه للقرب من الله والحرص على الصلاة وتتبع سبل رضاه عزّ وجلّ .