أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ، قال تعالى : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل:18]
وبشكر الله تدوم النعم ، قال تعالى : {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7]
وكذلك عدم شكر الله من أسباب غضبه وزوال نعمه ، قال تعالى : {وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7]
فالإنسان بطبعه يطلب النعم من ربه دوما ً فإذا رُزِقها نسي شكره ، كما في قوله تعالى : {لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأنعام:63]
فلذلك هو مأمور بالشكر ، قال تعالى : {وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152]
إن أول ما يمكن أن نفعله لشكر الخالق عز وجل استشعار نعمه المسبغة علينا وأهمها نعمة الإسلام والصحة والطعام والشراب والأمن وغيرها قال تعالى : {قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} [النمل:40] وكذلك نطقاً باللسان كحمد الله أثناء الصلاة وترديد الأدعية المعينة على الشكر ، قال تعالى : {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} [النمل:19] وعملا بالقيام بالعبادات المستحبة كالنوافل والأذكار ، قال تعالى : {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152]
ومن أكمل أوجه شكر الله عز وجل سجدة الشكر وهي عبادة لا تحتاج جهداً ولا وقتاً ولها فضل كبير وصفتها أن يستقبل الشاكر القبله ويسجد ثم يقول سبحان ربي الأعلى سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ثم يشكر الله على النعمة التي بلغته ويدعو بما يسر الله من الدعوات الطيبة.
ختاماً إن شكر الله على نعمه العديدة صفة من صفات الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين ، اللهم اجعلنا من الشاكرين الحامدين لنعمك التي لا تعد ولا تحصى.