الصبر في الدعوة إلى الله تعالى من أهم المهمات، ومن أعظم الواجبات على الدعاة إلى الله - سبحانه وتعالى -، والصبر وإن كان واجباً بأنواعه على كل مسلم، فإنه على الدعاة إلى الله من باب أولى وأولى؛ ولهذا أمر الله به إمام الدعاة وقدوتهم رسول الله عليه الصلاة والسلام: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِالله وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}
قد يصيب اليأس بعض الدعاة إلى الله ، فقد يدعو ويُعلم ويُربي ولكن قد تتأخر النتيجة فيمل ويتعب، ويترك التعليم والتربية، وما أدراه أنه لو استمر وثابر قليلاً وثبت وصبر وصابر لخرجت الثمرة، فعليه أن يصبر على تحقيق الأهداف البعيدة، : فقد اعترض عمر رضي الله عنه يوم الحديبية، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ألسنا على الحق، أليسوا على الباطل، لم نعط الدنية في ديننا ؟ ألم تقل إننا داخلون مكة ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (( هل قلت إننا داخلون هذا العام ؟ )) ..
فالصبر من أهم العناصر وأعظم الأسباب المحققة لسلامة الدعوة وأن تؤتي أُكُلها، وتصل إلى مبتغاها، وبغير الصبر سيبقى الاستعجال، وتعثر الخطوات، ولن تسلم الدعوة من المنزلقات بل إن الدعاة الذين لا يتمتعون بالصبر، يسهل على الخصوم استدراجهم، وتُؤْتى الدعوة من قِبَلِهم .
فعليهم أن يتحلوا بالصبر فهداية فرد خير من الدنيا وما فيها ، وخير مما طلعت عليه الشمس ، بل خير من حمر النعم
جعلنا الله وإياكم من الداعين إليه ، الدالين خلقه إلى دينه ودعوته ، وأن يفتح الله لنا وبنا وعلينا .