لقد كان تجديد الدين في فهم المجددين الربانيين وفي أعمالهم يعني : إعادة الدين بنصوصه وقواعده ومناهج الفهم والاستنباط فيه , إلى حالته الأولى التي أنزله الله عليها , وإزالة كل ما تراكم عليه من سمات ومظاهر , طمست جوهره , وشوهت حقيقته .
وقاموا أثناء ذلك بتقعيد القواعد وتأصيل الأصول , ووضع الضوابط التي تعصم المسلمين من الزلل والانحراف , سواء في فهم هذا الدين أم في تطبيقه .
إلا أنه وكما اقتضت سنة الله في استمرار الصراع بين الخير والشر ما استمرت الحياة , وجد في كل الأزمنة والأمكنة إلى جانب المجددين الحقيقيين , من امتطى شعار التجديد والإصلاح , ليهدم الدين ويخربه , ويحدث ديناً جديداً بدل أن يجدد الدين .
وقد بدأ الانحراف عن الإسلام وفهمه على غير ما أراد الله ورسوله في وقت مبكر جداً من تاريخ الإسلام , وذلك على يد الخوارج الذين لم تكن مشكلتهم حول تنزيل القرآن كما كانت مشكلة المشركين في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم .
معيض الربيعي
مفهوم التجديد في ضوء الإسلام
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/228692/