الاستقامة هي الالتزام بمنهج الإسلام، وتطبيق تعاليم الإسلام تطبيقا كاملا, وهي ترجمةٌ له وثمرةٌ من ثماره، والاستقامة درجةٌ عاليةٌ تدل على كمال الإيمان وعلو الهمة.
فالإسلام اعتقادٌ وعمل، منطلق نظري وتطبيق عملي، فهم وسلوك، لذلك متى ضل المسلمون حينما اكتفوا بالاعتقاد, وقصروا في العمل، هذه الكلمات الجامعة المانعة للنبي عليه الصلاة والسلام, ينبغي أن نعيها حق الوعي، ليسأل أحدنا نفسه متى آمنت بالله كيف آمنت بالله بماذا فكرت حتى آمنت بالله
هل حضرت مجالس العلم حتى آمنت بالله أيظن أحدكم أنه إذا قال: لا إله إلا الله, ولم يقلها بحقها, أتجزئه لا والله، قال عليه الصلاة والسلام من قال: لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة, قيل: يا رسول الله, وما حقها قال: أن تحجزه عن محارم الله، فإذا قلت: لا إله إلا الله بحقها، وحقها أن تحجزك عن محارم الله, من لم يكن له ورعٌ يصده عن معصية الله إذا خلا, لم يعبأ الله بشيء من عمله، كل ما في الإسلام من سعادة، كل ما في الإسلام من طمأنينة، كل ما في الإسلام، من توازن، كل ما في الإسلام من اعتدال، كل ما في الإسلام من ثقة، لا تقطفها إلا بهاتين الكلمتين.
الخوف والحزن ليست من صفات الذين قالوا: ﴿ ربنا الله ثم استقاموا ﴾، لأن الذين قالوا: ربنا الله ثم استقاموا, من لوازم إيمانهم الصحيح، ومن لوازم استقامتهم التامة: أن الملائكة تتنزل عليهم ألا تخافوا ولا تحزنوا، لا تخافوا لما هو آت، ولا تحزنوا على ما فات، الحزن على ما فات، الخوف لما هو آت، أي أن الماضي والمستقبل مغطى، فهل من سعادة أعظم للمؤمن من أن يطمئن لما مضى ولما سيأتي