من مظاهر العفاف في المسلمة هو الحجاب؛ فهو ينطوي على كل مفردات الطهارة والحياء، ويشمل كل معاني الفضيلة والنقاء، وهل العفاف إلاّ الحجاب، فليس هو بعادة أملتها ظروف الحياة، ولا تراث يميز المجتمعات، وإنّما هو عبادة يتقرب بها إلى الله، ويبتغى به وجهه، لا تهزها عاصفة التيارات، ولا يزحزحها صراع الحضارات لأنّها جزء من الدين، يحفظ على المسلمين عفتهم، ويحرس فضيلتهم ويحمي أعراضهم.
ولأنّ الحجاب عبادة واجبة على نساء المسلمين، فإنّها لا تقبل التغيير أو التبدل لأنّها ثبتت بكلمات الله، حينما ندرك أنّ الحجاب هو رمز العفة والطهارة، فلا بد أنّنا ندرك أيضا أنّ الميل عن الحجاب هو ميل عن العفة، وإيذان بحلول الفواجع، فتمام العفة مع تمام الحجاب، ومعلوم أنّ المرأة إذا كانت غاية في الستر والانضمام،.
ويقتضي أن لا يكون الجلباب (العباءة) زينة في نفسه، ولا مضافا إليه ما يزينه من نقش او تطريز، ولا ما يلفت النظر إليه وإلاّ كان نقضا لمقصود الشارع من إخفاء البدن والزينة، إنّ العفاف المنشود من الحجاب لا يمكن أن تظفر به الأخت المسلمة إلاّ إذا أدركت جيدا المفهوم الشامل للحجاب، وعرفت مدلوله ومعناه، وما يقصد منه، فحتى لو أدنت المسلمة جلبابها كما أمر الله، لكنّها لم تقر في بيتها، وامنت الخروج صخبا في الشوارع والأسواق، فإنّها بذلك الحال بعيدة عن العفاف لا لأنّها تعرض ذاتها وحجابها للفتنة بخروجها الذي لا ضرورة له.