الغضب غريزة طبيعية في البشرية مهما كانت الأسباب , فمن الطبيعي أن يتأثر الأنسان مما يحيط به فيضحك أو يبكي أو يحزن ألخ...من هذه الانفعالات . ولهذا هذب فينا حبيبنا محمد (عليه الصلاة والسلام) هذا الخلق وعلمنا كيف ألا نغضب.
حيث كشف الطب الحديث أن هناك العديد من التغيرات التي يحدثها الغضب في جسم الإنسان ، فالغدة الكظرية التي تقع فوق الكليتين ، تفرز نوعين من الهرمونات هما هرمون الأدرينالين ، وهرمون النور أدرينالين ، فهرمون الأدرينالين يكون إفرازه استجابة لأي نوع من أنواع الانفعال أو الضغط النفسي ، كالخوف أو الغضب ، وقد يفرز أيضاً لنقص السكر ، وعادة ما يُفْرَز الهرمونان معاً. وإفراز هذا الهرمون يؤثر على ضربات القلب ، فتضطرب ، وتتسارع ، وتتقلص معه عضلة القلب ، ويزداد استهلاكها للأكسجين ، والغضب والانفعال يؤدي إلى رفع مستوى هذين الهرمونين في الدم ، وبالتالي زيادة ضربات القلب ، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم .كما ثبت علميا أ أن كمية هرمون النور أدرينالين في الدم تزداد بنسبة ضعفين إلى ثلاثة أضعاف عند الوقوف وقفة هادئة لمدة خمس دقائق ، وأما الأدرينالين فإنه يرتفع ارتفاعاً بسيطاً بالوقوف ، وأما الضغوط النفسية والانفعالات فهي التي تسبب زيادة مستوى الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة ، فإذا كان الوقوف وقفة هادئة ولمدة خمس دقائق ، يضاعف كمية النور أدرينالين ، وإذا كان الغضب والانفعال يزيد مستوى الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة ، فكيف إذا اجتمع الاثنان معاً الغضب والوقوف ، ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الغضبان إن كان قائماً أن يجلس فإن لم يذهب عنه فيلضطجع .ولهذا علمنا ديننا الحنيف أمور عدة نتبعها إذا غضبنا:
أولها السكوت وعدم الاسترسال في الكلام. فلماذا ياترى؟ أنت عندما تغضب قد تصدر منك كلمات حارجة وجارحة فيزيد القلب حقدا وحزنا فما يؤدي ذالك الا لمزيد من التعب
ثانيا الوضوء. قال رسول الله: (إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تُطْفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)
ثالثا استحضار الأجر العظيم لكظم الغيظ واليقين بأن ترك الغضب جزاءه الجنة.
رابعا الإكثار من ذكر الله (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ )(الكهف:24)
لماذا نهانا الحبيب عن الغضب؟
لأنه كما ذكرت أول المقال أنه يؤدي الى تغييرات بالجسم تتعب القلب وتزيد من ضخ الدم وارتفاع نسبة السكر مما يسبب أمراض القلب والضغط والسكري والجلطات ولأنه يحضر الشيطان بهذه الساعة فتصدر عن الإنسان كلمات خارجة و قرارات غير عقلانية قد يندم عليها فيما بعد ولن يزيد الانسان الى خسارا.