تعتبر قصة سيدنا أيوب عليه السلام، وصبره وجلده مضرب في الحث على الصبر والابتلاءات، وقد ابتلاه الله عز وجل فصبر صبرًا جميلاً ، ويبدو أن ابتلاءه عليه السلام كان بذهاب المال، والأهل، والصحة جميعًا ولكنه ظل على صلته بربه، وثقته به، ورضاه بما قسم له.
وكان الشيطان يُوسوس لخلصاء سيدنا يعقوب القلائل الذين بقوا على وفائهم له ومنهم زوجته بأن الله عز وجل لو كان يحب أيوب عليه السلام ما ابتلاه، وكانوا يحدثونه بهذا فيؤذيه في نفسه أشد مما يؤذيه الضر والبلاء، فلما حدثته امرأته ببعض هذه الوسوسة حلف لئن شفاه الله ليضربنها عددًا عَيّنَه، قيل مائـة، وعندئذٍ توجه إلى ربه بالشكوى مما يلقى من إيذاء الشيطان، ومداخله إلى نفوس خلصائه، وَوَقْع هذا الإيذاء في نفسه، فلما عرف ربه منه صدقه، وصبره، ونفوره من محاولات الشيطان، وتأذيه بها أدركه برحمته، وأنهى ابتلاءه، ورد عليه عافيته.
وفي ظل ما يصيبنا في حياتنا من ابتلاء أو نسمعه عن إخواننا نستفيد من قصة أيوب عليه السلام بفوائد عظيمة أهمها أن عاقبة الصبر عاقبة حسنة حتى صار أيوب عليه السلام أسوة حسنة لمن ابتلى بأنواع البلاء، وأن من امتحن في الدنيا بمحنة، فتلقاها بجميل الصبر، وجزيل الحمد رجي له كشفها في الدنيا مع حسن الجزاء في الآخرة، الرضا بقدر الله عز وجل والتسليم الكامل بذلك، وهذا من شأنه أن يَعْمُر الأمن، والإيمان قلب المؤمن، فيعيش في غاية السعادة؛ وإن تضجر بقدر الله، فإنه يعيش حياة البؤس، والشقاء، وأن اليأس، والبكاء لا يرد شيئاً مما فات، وإنما التوجه إلى الله بالضراعة كما فعل أيوب عليه السلام والصبر على المكاره يزيل من النفوس الهم.