التحلي بمكارم الأخلاق هو من أهم المبادئ السامية التي دعا إليها الإسلام، وشدد عليها بقوة؛ وذلك لأنها تكسبه احترام ومحبة الآخرين له وقبل كل شيء احترامه لنفسه، لكن عندما يضيع القلب وينغمس في الملذات والشهوات ويتبع صاحبه طريق الفساد تضيع تلك المبادئ والأخلاق ولا يصبح لها مكان في قلبه.
ولعل من أهم الأسباب التي أدت إلى تفشي ظاهرة الفساد في المجتمع, وأثرت بشكل سلبي على أبنائه؛ الأسرة باعتبارها اللبنة الأولى والدعامة الأساسية التي يتلقى فيها الإنسان التربية الحسنة ويتعرف من خلالها على الجيد والسيء من الأمور، لكنها قد تصبح سببا رئيسيا في ضياعه عندما يغيب عنها الوازع الديني وتنعدم فيها شروط الأمن والسلام، الصحبة السيئة: والتي قد يلجأ إليها الإنسان إما يحثا عن الدفء والأمان اللذين افتقدهما بين أسرته أو هروبا من المشاكل التي يعجز عن حلها فيحاول نسيانها رفقة أصدقاء _اختارهم بمحض إرادته دون تفكير_ بوسائل شتى قد يكون لها نتائج خطيرة عليه وعلى الأخرين كتعاطي المخدرات ومعاقرة الخمر وغيرها من الأعمال السيئة.. فيغيب العقل ويشيع الفساد وتكثر الجرائم، مشاهدة القنوات الماجنة التي تخل بالمبادئ والأخلاق وتنسي الإنسان تعاليم الإسلام وتفقده احترامه وكرامته وتبعده عن طريق الفضيلة.
التشبه بالغرب في عاداتهم وفي طريقة عيشهم ولباسهم وكلامهم، فهده الأسباب وغيرها تساهم في تفشي الفساد والرذيلة في المجتمع ويكون لها أثر كبير على الأفراد خصوصا عند ضعاف الإيمان، فما السبيل إذن للحد من تفشي هذه الظاهرة الخطيرة وما هي الحلول الكفيلة لمعالجتها.