(إياكم ومحقرات الذنوب )
من طبيعة الإنسان الوقوع في الخطأ والذنب, كما في حديث" كل بني آدم خطاء, وخير الخطّائين التوابون". (الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه)لكن لا حجة للانسان للاستمرار في الذنب, بل إن العبد مأمور بتصحيح خطئه.
فالجملة الثانية من الحديث ترشده إلى طريق الخلاص وتفتح له باب الأمل" وخير الخطائين التوابون" . وكذلك قول الله سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}وقوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عن السيئات) والسيئات التي يُتهاون بها قد تكون أخطر عليه من الكبائر، لأن للكبائر وحشة شديدة، ووقعُ زاجرها أكبر, ونادراً ما تقع من المسلم. لكن البلاء في التهاون بالصغائر, لذلك حذّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" إيّـاكـم ومحـقّرات الذنوب، فإنهن ي جتمعن على الرجل حتى يهلكنه، كمثل قوم نزلوا أرض فلاة, فحضر صنيع القوم - أي: طعامهم- فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعُود، والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا سواداً, فأججوا ناراً..".(أحمد والطبراني وصححه الألباني). واستصغار الإنسان لذنوبه يجعله لا يلقي لها بالاً فينساها, وقد لا يستغفر أو يتوب منها ، فيظل على خطر عظيم طالما كان مقيماً على ذلك الذنب, وفي غفلة عما هو فيه. وهنا الخطورة أيضاً حيث تتراكم عليه الذنوب فتهلكه, من حيث لا يشعر. لكن متى أفاق وكانت لديه الرغبة الصادقة في التوبة, فليعلم أن مما يعينه على التخلص من الذنب أن يدرك أنه مذنب ومخطئ, فيلجأ إلى ربه ويسأله التوفيق للتوبة النصوح.
فهل من تائب, وهل من مغتنم للفرصة قبل فوات الأوان؟