منع الإسلام العلاقات بين الخاطبين الا في حدود، وجعلها متوازنة, حيث لم يقر للمتزمتين وأدعياء التعصب الجاهل الذين يحولون بين الخاطبين ورؤية بناتهم بدعوى شدة المحافظة، وبين أصحاب الاتجاهات الإباحية التي تتجاوز بعلاقة الخاطب مع المخطوبة كل الحدود والأطر التي رسمها الشارع الحكيم، فلقد أباحت الشريعة الإسلامية للخاطب أن يرى المخطوبة وأن يجلس معها وأن يتحدث إليها؛ شريطة أن يتم ذلك كله في إطار من الشريعة وحدود أحكام الإسلام وتعاليمه.
فالمخطوبة في هذه الفترة أجنبية عن الخاطب, فيحرم عليه الخلوة بها؛ مخافة الوقوع في المعصية والتعرض لسوء الظن وتعريض شرفها وعفافها وسمعتها للإهدار، وإننا إذا نظرنا إلى أرض الواقع وجدنا أن هناك ممارسات غير شرعية بين الخاطبين تقوم على إطلاق العنان للفتى والفتاة في فترة الخطبة للخلوة والسفر والخروج إلى الأماكن العامة وارتياد الأسواق بلا محرم ولا حدود ولا قيود؛ وذلك لأن الخطبة في المفهوم الإسلامي ليست عقداً شرعياً لا تعدو كونها مقدمة للزواج ووعداً به ولا يُغير من هذه الحقيقة ما جرى به عرف الناس من قراءة الفاتحة أو لبس الشبكة أو دفع المهر لا يجوز للخاطب مصافحة المخطوبة في هذه الفترة ولا لمسها ولا حتى تلبيسها خاتم الخطوبة قبل العقد، يحرم على المخطوبة أن تُظهر أمام الخاطب في هذه الفترة سوى وجهها وكفيها ؛ وكما لا يجوز لها لبس الملابس القصيرة والبنطال , إنما يجب عليها لبس الجلباب وغطاء الرأس، لا يجوز للمخطوبة أن تسافر مع الخاطب لوحدها بلا محرم أو مجموعة نساء ثقات، يجوز للخاطب أن يجلس مع مخطوبته في غرفة لوحدهما على أن تكون الغرفة مفتوحة والأهل موجودون في البيت , وشريطة أن لا تجلس بمحاذاته، يجوز للخاطب التحدث مع مخطوبته بالهاتف وغيره من وسائل الاتصال كالشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) , على أن يكون الكلام جاداً مجرداً عن معاني الهوى والرذيلة؛ لذا ينصح لكل من الخاطبين أن يعقدا العقد الشرعي منذ البداية الأولى للخطبة تلاشياً لهذه المحظورات والمخالفات الشرعية .