الدول الغربية بالرغم من تمتعهم بمتاع الدنيا وحياتهم مترفه وسط نوع مبالغ من الاسراف، ولم ترتاح نفوسهم الراحة الحقيقة؛ ومعدلات الانتحار وسط مجتمعاتهم كبيرة جدا صباح ومساء، وحياتهم البهيمية قد شئمتها حتى البهائم، لماذا؟ لأن تلك الشهوات الحيوانية المفرطة بلا قيود ولا ضوابط! لا يردعها رادع ولا يصدها صاد، وذلك بسب افتقاد الكفار والمنافقين لأمر هام لم يبلغوه، وشيء عظيم يفتقدوه، فهل سأل أحدنا لماذا يحدث ذلك؛ الإجابة ببساطة هو داء الغفلة عن الله ويوم القيامة، الذي كل ما ننام ونصحى نقترب منه، غفلة الغافلين بالمجتمعات والأفراد؛ تقود إلى نهايات مخيفة،
الغفلة عن الله تعالى مهلكة للإنسان، فكم من غافل عن مولاه لم يستفق إلا وهو صريع بين الأموات! فما نفعه ما كان يجمعه من متاع الدنيا الفاني، الحذر الحذر أن تكون من الغافلين عن ذكر الله وعبادته، أو أن يأتيك الموت وأنت على غير أهبة واستعداد، تخوض في السيئات وتنتهك الحرمات، لقد أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم ونحن تبعا له بذكر الله والحذر من الغفلة، فقال الله تعالى في سورة الأعراف الآية 205: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين}، وقال الله تعالى في سورة الكهف الآية 28 : {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا}.
الحضارة الغربية بما أوتيت من أسباب التقدم والقوة المادية، بما لم تبلغه الحضارات السابقة في هذا المجال، لم تعرف إلى الآن الهدف الذي خلقت لأجله! لقد علموا عن أمور الدنيا أمورا هائلة أوصلتهم إلى الصعود في طبقات الجو والغوص في ظلمات البحار.