تحظى وسائل التواصل الاجتماعي باهتمام بالغٍ في العالم وفي الوطن العربي على وجه الخصوص , بدءًا بالفيس بوك وتويتر, انستجرام وسناب شات ، وغيرها من المواقع والتطبيقات التي باتت تظهر بشكل متلاحق وكأن العالم في سباق تواصلي محموم .
نذكر لهذه البرامج فضلها، كونها أتاحت للعالم فرصة التواصل بصورة أسهل وأسرع وأوسع، فأنت تلتقي بأولي النهى من المفكرين والأدباء والدعاة والصالحين، تقرأ حروفهم النيرة ، وتشاركهم الرأي حول ما يطرحونه ، كما أنك على ذات السبيل تطرح فكرك ووعيك و فنك ، إن كنت ذا قلم سيال ولغة عذبة ستجد من يشيد بحرفك وينتقدك بشدة.
ينبغي أن كل وسيلة متاحة هي سلاح ذو حدين ,إن قلنا أن وسائل التواصل قربت البعيد وساهمت في التقاء الأفكار و تلاقحها ، ومنحت كلاً فرصة التواصل المعلم مع طلابه ، والأديب مع جمهوره ، والفتى مع أقرانه ،فهي في آن أسهمت إن لم تكن تسببت بشكل مباشر .في قطع أواصر التواصل الحق,فالآباء باتوا منشغلين ببذر الخير في الناس ،وحل مشكلاتهم وإلقاء عبارات العبارات الملهمة، بينما الأقرب و الأهم ومن هو مأمور برعايتهم لا يجدون منه التفاتة , الأطفال الذين تسلموا بدورهم أجهزة لوحيه انطلقوا في رحابها ينهلون قيمهم ومبادئهم ,ليتوغلوا في متاهات تشوش فكرهم الذي لم يُرسم فعلًا وتحيل بهم عن جادة الصواب ، أحدهم يكتب عن كيف تكون أباً ناجحًا في الوقت ذاته يسطر ابنه حرفاً حزينًا ووحشة صنعها ذاك المربي .
وسائل التواصل خُلقت لنتواصل مع من نحب ، مع من نودّ أن يكونوا بقربنا.. ونكون بقربهم ، لا أن نتواصل مع ذواتنا على مرأى من الكون ، لا أن نتواصل مع هذه الوسائل وننسى الغرض منها!