قال الله تعالى:{ ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا ، فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله ، وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما } النساء ١٧٣
إنَّ الآيات والأحاديث الواردة في الكِبر وتحريمه، من شأْنها أن تجعَلَ المسلم - ذا القلب الحي والإيمان الصادق، والضمير اليَقِظ - يَقِف صاغرًا أمام عَظَمة الله وجلاله، ويندمُ خاشعًا ذليلاً على كلِّ ما فَرَط منه مِن كِبْر أو خُيَلاء، ويَضْرَع إلى الله تائبًا مُّنيبًا راجيًا إيَّاه أن يَرْحَمَ ضَعفه، ويَشفي مِن مرضِ الكِبْر نفسَه، ويَرزقه التواضُعَ للحقِّ، والتطامُن للخَلْق، وأنْ يُنيرَ له طريقَ الهدى، ويردَّه عن أسباب الهلاك والرَّدَى. فلا يجوز لإنسان أن يتكبر أبدًا؛ لأن الكبرياء لله وحده، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (قال الله -عز وجل-: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار) رواه مسلم وأبو داود والترمذي
فالإنسان المتكبر يشعر بأن منزلته ومكانته أعلى من منزلة غيره؛ مما يجعل الناس يكرهونه ويبغضونه وينصرفون عنه، كما أن الكبر يكسب صاحبه كثيرًا من الرذائل ،فقد حذَّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الكبر، وأمرنا بالابتعاد عنه؛ حتى لا نحْرَمَ من الجنة عنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ لا يَدْخلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ] قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ: [ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ] رواه مسلم والترمذي وأحمد
فليحرص كل منا أن يكون متواضعًا في معاملته للناس، ولا يتكبر على أحد مهما بلـغ منـصبه أو مالـه أو جاهه؛ فإن التواضع من أخلاق الكرام، والكبر من أخلاق اللئام.