الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
إن التدبر والتأمل في مخلوقات الله من العبادات العظيمة التي يؤجر عليها المسلم ويزداد بها أيمانا , وتعرفه بربه وتجعل في قلبه تعظيما ومهابة له , فكلما نظر وتبصر في عظمة خلق السموات والأرض ونظر إلى سعة و قوة هذه المخلوقات عرف أن وراء هذه المخلوقات خالق عظيم ، فالنظر في جمال الكون والمخلوقات هو من التفكر في خلق الله عز وجل وجميل صنعه، وللتفكر ثمرات كثيرة منها ، إدراك عظمة الخالق سبحانه وبديع قدرته وعجيب صنعه وإتقانه، فلا فلتة ولا مصادفة ولا خلل ولا نقص كما قال سبحانه: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ النمل: 88 , ومنها: زيادة الإيمان: فالتفكر يستدل به المرء على ما لله من صفات الكمال والجلال، ويعلم أنه لا يخلق أحد كخلق الله ولا يدبر كتدبيره سبحانه وتعالى،
فالتفكر معناه في الاصطلاح الشرعي: إعمال العقل في أسرار ومعاني الآيات الشرعية والكونية عن طريق التأمل والتدبر وملاحظة وجه الكمال والجمال ومشاهدة الدقة وحسن التنظيم والسنن الكونية والتماس الحكمة والعبرة من وراء ذلك ..
فالانسان إذا قام بعملية التفكر في جميع خلق الله وآياته استفاد أمورا كسعة علم الله وخبرته بخلقه وأحوالهم وما يصلح لهم ، وسعة قدرة الله ودقة إتقانه للمخلوفات ، و سعة رحمة الله وإحسانه على خلقه ، و عظيم حكمة الله وحسن تقديره للكائنات و افتقار الانسان وتذلله وعجزه وقلة حيلته فهو أداة صغيرة في هذا الكون العظيم المسخر له
ومع بيان فضل هذه العبادة وعظيم أثرها في زيادة الإيمان واليقين والتأله إلا أن كثيرا من الناس اليوم غافلا عنها معرضا عن العمل بها لشغله بالدنيا وقلة علمه وطول أمله ودخوله في الأماني الكاذبة قال تعالى: (وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُون ) 92 يونس
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين