الشكر شطر الدين ، وقد امتلأ كتاب ربنا بالأمر به ، فما من آية ختمت بقول منزلها : ( لعلكم تشكرون ) أو ( ولعلكم تشكرون ) ، إلا وهي آمرة به .
فنعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى والشكر صمام الأمان لبقاء النعم وزيادتها ، ليقال : (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) . سبأ : 15
شكا رجل ضيق حاله ومعاشه ... فقال له عالم حكيم : أتبيع بصرك بمئة ألف ؟ قال: لا ، قال الحكيم : أتبيع سمعك بمئة ألف ؟ قال : لا ، قال الحكيم : فأنت الغني بما لا يباع بثمن.
ونعم الله العظيمة لابد من شكرها شكراً حقيقاً بالقلب باللسان بالتصرف فيها تصرفاً حسناً بالحفاظ عليها وأداء حق الله تعالى فيها ، فكل من عمل في نعمه سبحانه عملاً يخالف الغرض المقصود منها فقد كفر بهذهِ النعمة .
فالإستهانة بالنعم هي سمة المتغطرسين ، والمتكبرين ومن لا يقدر للأمور قدرها ، برمي الطعام في النفايات ، أو تفريق المال من غير وجه حق ، أو التباهي والتفاخر بما يملك ، طلقات من العيار الثقيل لكسر قلوب الفقراء والمساكين ، فكيف وهم لا يجدون ما يسدون به رمقهم .
وشكر النعم ، والحفاظ عليها مسؤولية الجميع كل بحسبه : فالأسرة في المنزل ، وكذلك من تجارتهم قائمة على تقديم الطعام للناس ، أو الخضرة والفواكه .
والقائمون على محاضن التربية والتعليم على كاهلهم مسؤولية عظيمة تجاه ما يرمى من الأطعمة من بعض المدارس ، والأمانات والبلديات على قمة هرم المسؤولية فعلاج هذه الظاهرة لن يجد صعوبة تذكر إذا صدق القائمون على الأمانات والبلديات في تلافي هذا الامر ، وهذا هو المؤمل منهم .
أما جمعيات البر والمستودعات الخيرية فقد قطعوا مشوارا يشكرون عليه في هذا المضمار مع قلة يد العون فلهم جهود في جمع ما بقي من ولائم الافراح والمناسبات ، وبقايا الخبز.
إلا أن الناس مازالوا يطمعون في توسيع هذا المشروع بحيث يشمل بقية الطعام ، والمحافظات والقرى ، حتى يساهموا في إعانة الناس على تقدير هذه النعم .
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك .
معيض الربيعي
وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/228264/
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
1 ping