من يدخل الشبكة العنكبوتية وبالتحديد مواقع التواصل الاجتماعي يشاهد جمعاً غفيراً من الناس اندفع إليها يعرض بضاعته على صفحاتها ، لكن لغياب الرقيب جاءت تلك البضاعة مزجاة رديئة عند بعضهم , بل وأصبحت سيئات جارية عند البعض الآخر حينما يشارك أحدهم بنشر الفساد الأخلاقي من خلال الصور الفاضحة أو الروابط المخلة أو العبارات الفاسدة التي تنتقل إلى مرحلة النسخ واللصق من الزوار فيتداولون تلك المشاركات الرديئة لتنتشر وتبلغ الآفاق كما أن هذا الإفساد والعبث قد دوّن وحفظ ليسأل عنه يوم الحساب أيضاً ألم نقرأ قوله تعالى في سورة يس (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) والتي فسرها ابن كثير بقوله: (نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم، وآثارهم التي أثروها من بعدهم، فنجزيهم على ذلك أيضًا، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، كقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سن في الإسلام سنة حسنة ، كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومَنْ سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزرُ مَنْ عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا »
فلماذا لا نتعامل مع تلك المواقع بأخلاق المسلم فنستثمرها في المفيد ونجعلها وسيلة لمضاعفة الحسنات ونقف لأنفسنا بالمرصاد حتى لا توقعنا في الزلل وفي الحديث (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) وبتلك المراقبة الذاتية تكون صفحاتنا في تلك المواقع حسنات جارية فذلك والله خير وأعظم أجراً.
فامسؤولية الاحتساب تحافظ على القيم الاجتماعية للمجتمع المسلم المحافظ كما أن انتظام حركة الحياة بالصورة التي أرادها الله، يتطلب أن يكون كل فرد مسؤولاً عما يعمل، وعما هو مكلَّف به، وهذه المسؤولية، بمفهومها الشامل، هي ركيزة أساسية لإنشاء مجتمع متماسك، ومطلب هام لاستمرار وبقاء المجتمعات الإنسانية والحفاظ على أمنها واستقرارها وتوازُنها ونشر ثقافة مجتمعيَّة واعية حول أهميتها ودورها في بناء الأمم والحضارات، وتربية أفراد المجتمع على تحمل المسؤوليات، وإحياء فريضة الاحتساب الاجتماعي، وبيان ضوابط هذا الاحتساب ، بما يحقق حراسة واعية لقيم المجتمع ونظمه وآدابه وأخلاقه، ويُسهِم في تخفيف العبء عن كاهل العلماء والدعاة، وتحقيق أمن المجتمع الإسلامي وتماسكه ورقيه وتقدمه ونهوضه، بعيدًا عن كل ما يعوق ذلك كله من مفسدات ومنكرات اصبحت اليوم في كل مكان بمجرد الدخول لا احدى مواقع التواصل الاجتماعي وتؤثر سلبا عند اهمال فريضه الاحتساب بين الافراد وتوعيتهم بأسلوب توعوي يساعد لمناصحتهم ليرتقي مجتمعنا بأفراد يعون تلك المنكرات ويحتسبون بينهم
إن مبادئنا الإسلامية تحث وتدعوا إلى التمسك بالأخلاق الفاضلة النبيلة . والبعد عن الانحطاط الخلقي الذي يجعل المجتمع مجتمعا بهيميا لا يردعه رادع
اسال الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يستعملنا في طاعته ومرضاته وفي كل ما يقربنا اليه
وان يجنبننا معصيته وسبل الهلاك . وان يشرح صدورنا للدعوة الى الله على بصيره