تسعى الدول الى تطوير تعليمها ومراجعة الخطط الخاصة بذلك من وقت لأخر ، والهدف هو تقديم تعليم مميز يبني الطالب المفكر المبدع الذي يساهم في بناء وطنه وأن يكون منتج وفعال فيه إلى غير ذلك من أهداف التعليم المعروفة والمعلومة للقارىء الكريم . لكن ونحن في هذا القرن ومع تطور وسائل الإتصال وكثرت البرمجيات والبرامج ومواقع التواصل الإجتماعي نطرح سؤال هل سيبقى التعليم والتعلم بشكله التقليدي أم يتغير ؟ وكيف يصبح ؟ ومادور المعلم فيه ؟ ومادور الطالب فيه ؟ وهل هناك أدوار جديدة للآخرين فيه ؟ وكيف يكون المقرر الدراسي فيه هل يبقى ورقي أم يتغير؟ وقس ذلك عزيزي القارىء على جميع عناصر العملية التعليمية.
إن مما لاشك فيه أن مجالات الحياة تتطور وتتغير ومن أهم هذه المجالات التعليم بل هو قائد التطوير والتحديث لها ، لذا أعتقد أن وظائف المدرسة ستتغير وتتبدل لأن العصر تغير وتبدل ، و على المدرسة أن تضيف إليها مهام أخرى وأن تغير بعض المهام التي تقوم بها ، وإن كان هناك حديث وأبحاث يجريها التربويون عن بعض أنواع المدارس مثل مدرسة المستقبل ، والمدرسة الإلكترونية ، والمدرسة الجاذبة الإ أنها تبقى في شكلها النهائي مثل المدرسة التقليدية لم تأتي بالتغير الحقيقي الذي يلامس الواقع ومتطلباته ، إن المدرسة التي ننادي بها هي تلك المدرسة المنتجة التي تتلمس حاجات المجتمع المحيط بها وتقدم الخدمات الممكنه له ، بالإضافة إلى قيامها بالتعليم وإكساب الطلاب المهارات والمعارف والعلوم اللازمة لهم ، بل ومساعدتهم على تعلم كيفية التعلم ، ومن ثم توظيف خبراتهم ومعارفهم ومعلوماتهم الجديدة في خدمة مجتمعهم المحيط بالمدرسة ، إن المدرسة المنتجة لديها القدرة المالية من خلال الإستفادة من مرافقها وتوظيفها بشكل يساعدها على إنتاج وتطوير برامج تساعد الطلاب على التعلم ، كما أن من أدوار المدرسة المنتجة والتي يجب التركيز عليها هي إكتشاف وإبراز الطلاب الموهوبون المبدعون وتبني إختراعاتهم وإكتشافاتهم ورعايتهم والإعتناء بهم ، ومساعدتهم في تحويلها إلى منتجات تفيد البشرية أو تجارية مربحة لهم وللمجتمع . والمدرسة المنتجة توفر للمعلم المناخ المناسب للتنمية المهنية من خلال المكتبات والبرمجيات وتقنيات التعليم وإعطاء المعلم الوقت والمكان المناسب الذي يستطيع من خلالهما هو وطلابه إنتاج المعرفة وتقديم الأعمال التطوعية للمجتمع المحيط بالمدرسة ، بالإضافة إلى توفير الدعم الخاص الذي يحتاج له تخصصه عن بقية التخصصات .
وعلى المجتمع المحيط بالمدرسة مساعدتها في توفير إحتياجاتها وتحقيق أهدافها من خلال توفير جميع أنواع الدعم لها لما يعود على المجتمع من منفعة وفائدة بعد ذلك .
معيض الربيعي
المدرسة المنتجة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/228246/