الكثير من المغردين يدعون حب الوطن والوفاء له إلا ان ذاك النوع من الوفاء اصبح شبيهاً بطقوس العبادة لدى الهنود الحمر. نسمعه قصةً، ونجهله واقعاً. وهؤلاء المغردين من مدعي الوطنية يخوضون في عمل بلبلة واضطرابات بين فئات المجتمع كونهم بفعلهم هذا يجهلون ان حب الوطن هو التفاني لبلدك بعيدا عن اختلافات معنى المصطلح من حيث الجغرافيا فالحب الوطني هو الوفاء والإخلاص لهذا الوطن مهما كان الثمن. هنالك مغردين نشطو بتربصهم للوطن وبالذات في هذه الظروف العصيبة فتراهم يمارسون لعبة الجذب بأساليبهم المُنمقة لينالو من لحمته في اي فرصة سانحة لهم فيغرقون التويتر بتغريداتهم التي اشبهها ببعض انواع الزهورا لاستوائية السامه التي تبهر النظر بألوانها الفاقعة الا انها تحمل في باطنها السم الزعاف القاتل في حينه.البعض من البسطاء قد يقع بافخاخهم و يتوهم أن هؤلاء المتشدقين بالتويتر هم اصلاحيون إلا انهم بالحقيقه بؤر تبث سمومها وتمارس أسلوب التسويق لذاتها في وسائل التواصل الاجتماعي على حساب جروح المواطنين وهموم الوطن .ومن لا يدرك أن للوطن حق في الذود عنه ليس فقط في الحياة الواقعية بل وفي كافة وسائل التواصل الاجتماعي فهو بلا شك ابن عاق لهذا الوطن. وهذا الذود والدفاع عن الوطن ليس فقط باللسان بل وانما بكل وسيلة يعبر بها حتى ولو كان بتغريده ،وفي الحقيقة ينبغي لنا ان نحذر من هؤلاء المزيفون في ادعائهم بحب الوطن فهم اشد خطوره وفتك فيه من المزيفون بالهندسة بالطب والجامعات .إن قدر من لم يدرس التاريخ أن يشاهد تكرار ويلاته ويرى من حوله كيف تعاني بقيه الدول التي فقدت الامن والامان، يجب ان نكون جميعا اقوياء في هذه المرحلة الصعبه من تاريخ المملكة ،اسره واحده كالبنيان المرصوص فالوطن يستحق منا كل الحب وكل البر ولذا فانني ادعو كل مغرد غيور ان لا يروج لمدعي الوطنية بإعادة تغريداتهم التي تخلق الفتن بين المواطنين و عدم الانسياق خلف الهاشتاقات التي تصنع في المعظم من اطراف خارجية بين الحين والاخر لتكون منابر وابواق حاقدة على السعودية وأهلها. وينبغي ايضا ان ندرك ان وسائل التواصل الاجتماعي ما هي الا مرآه تعكس افكارنا للخارج وقيمنا و ترابطنا ولحمتنا فلابد لنا من النهوض فيها و تجفيف منابع الإرهاب وتسييد الفكر فيها.هنالك الكثيرين من المخلصين في هذا الوطن ممن يبنون هذا الموطن الجميل ولكن متى يبلغ البنيان يوما تمامه... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم ،كل وطن بلاشك لديه من المصائب ما لا يحصى لكن تصيد مصائب الوطن لتبهيرها وتشيش جموع المغردين ضد الراي العام ليست شجاعة ولا فكرا نيرا و إنما غباء ، فالشجاعة هي الإستعداد لمواجهة المصائب التي يمر بها وطننا برباطة جأش و اقتراع الحلول المنطقية لمشاكلنا الاجتماعية وغيرها وتفهمها دون تهويل واعتبار انفسنا مواطنين مسؤولين لا متفرجين شامتين . وحماه اوفياء لهذا الوطن الاجمل و الاجدر بكل انواع التفاني والاخلاص
معيض الربيعي
وضع النقاط على الحروف التويتر واللحمة الوطنية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/228127/
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓