كلنا يسعى إلى نيل البركة في هذه الحياة الدنيا القصيرة، إذ بها يحصد الإنسان كثير من الخيرات بقليل من الأعمال، ومن الأعمال المباركة التي حض عليها ديننا الحنيف تلك الصلة التي جُعلت دلالة على الإيمان في قوله صلى الله عليه وسلم: (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) متفق عليه
صلة الرحم، وما أدراك ما صلة الرحم، صلة مباركة؛ خيرها عميم وفضلها جسيم فالله تعالى خلق البشر وجعلهم أنسابا وأصهارا، وامتن عليهم بفضيلة الصلة ورتب عليها من الأجور ما يدرك عظمتها المؤمن ويرنو لنيلها ومن ذلك أن صلة الرحم سبب في صلة العبد بربه فقد روي في الحديث المتفق عليه من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله ))
ومن وصله الله أعطاه من الخيرات والبركات ما لا يخطر له على بال ومن دلائل هذه البركات قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: ((من سرهُ أن يبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه))
أما عن كيفية هذه الصلة فتكون بالإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم، قال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) النحل:90
وبذلك ينعم المجتمع بالتماسك والصلات، وتنعم الأمة بالقوة والاتحاد والبركات .. فالحمدلله الذي يسر لنا سبل الرشاد ودلنا عليها ..