يأتي المعلم المبدع في مقدمة المفكرين المبدعين الذين تحتاجهم المجتمعات ، وذلك لأن المدارس في ظل التغير السريع الذي هو السمة المميزة للحياة المعاصرة لم تعد قادرة علي تزويد التلاميذ بالمهارات التي يحتاجون إليها في المستقبل ، وقد يرجع ذلك إلي اكتفائها بتزويدهم بالمعارف والمعلومات ، أو عدم معرفة هذه المهارات في الوقت الحالي رغم أن المعرفة أصبحت متجددة ومتغيرة وليست ثابتة ، ولذا يحتاج التلاميذ إلي اكتساب المهارات التي تمكنهم من التكيف مع هذه التغيرات ، ولهذا فإن المعلم المبدع هو العنصر المحوري لتنفيذ التغيرات التي تحتاجها المدرسة كي تواجه تحديات المستقبل فهو متغير أساسي في تنمية إبداع التلاميذ ، فعلية يقع تحرير طاقات التلاميذ الإبداعية وتوظيف التقنيات التربوية في بناء الشخصية المبدعة التي تتابع الجديد وتؤثر فيه وتجد لنفسها مكانا في عالم الإبداع ، ويستطيع المعلم أن يكون له إبداعاته الخاصة في العملية التعليمية ، فيمكن أن تكون له نظريته الضمنية الخاصة به في الإبداع ، وبالتالي فإن المعلم من خلال هذه النظرية يستطيع أن يبدع محتوي يتفاعل من خلاله مع التلاميـذ وبالتالي تكون له طرائقه ومداخـله الخاصة في التدريس وأيضا أنشطته التي تتمركز حول التلميذ وتستثيره للتعلم ، كما أنه يحاول خلق بيئة التعلم التي تنمي الإبداع لدي التلاميذ ولا يخاف التجريب والفشل فهو يريد التحسين لكي يصبح أكثر إبداعاً
ويرى الباحث انه عند الحديث عن تنمية الابتكار والإبداع لدى التلاميذ أنه يجب ألا نغفل دور المعلم فهو المحور الأساسى فى العملية التعليمية ، وأنه إذا توافرت فى المعلم صفات المبدع فإن ذلك يكون انعكاساً على تلاميذه .
خصائص المعلم المبدع :
المبدعون هم الثروة الحقيقية لأية أمة ، والاهتمام بهم هو عملية استثمارية للطاقات البشرية من أجل تطوير المجتمع وتقدمه ، وللمعلم المبدع مجموعة من الصفات التى تميزه عن غيره ويمكن أن نلخصها بناء على بعض الدراسات :-
1- الاهتمام بالأطفال اهتماماً فردياً.
2- أن يستطيع المعلم إرشاد وتوجيه التلاميذ.
3- لا يكون المعلم مؤدياً دور الملقن.
4- أن يسمح للمتعلمين بالتعبير عن آرائهم بحرية وكذلك لاجتياز أنشطتهم التى تناسبهم.
5- أن يكون المعلم واسع الأفق يسمح بالتجريب مع احتمالات الخطأ والصواب وأن يساعد التلاميذ على استخدام خيالهم والانطلاق فى أعمالهم.
6- أن يوجه العديد من الأسئلة الفردية ويساعد التلاميذ على ممارسة الأعمال الصعبة وتحديها.
7- الرغبة فى التقصى والاكتشاف وسرعة البديهة
أن المعلم المبدع هو الذى يقوم تدريسه على الاستقصاء الفكرى والبحث العلمى الذى محوره التلميذ ، وينتقل بتدريسه من التلقين والاستظهار إلى الفهم، ومن الإيداع إلى الإبداع فى ربط المفاهيم بالحياة
هناك متطلبات للمعلم المبدع يجب أن يتصف بها وهى :
دور المعلم فى تنمية القدرات الابتكاريه والإبداعية للتلاميذ:
أن للمعلم دور بالغ الأهمية فى تنمية القدرات الابتكارية والإبداعية للتلاميذ لما له من دور بارز فى تحسين جو الفصل الدراسى وتوفير البيئة المدرسية الثرية بالمميزات التى تساعد على تنمية القدرات الابتكارية والإبداعية لدى التلاميذ فقد أصبح من الضرورى علينا إعادة النظر فى أساليب التعليم والتعلم والتقويم بما يحقق هدف تنمية التفكير الإبداعى الجماعى حتى يمكن الخروج من عنق الزجاجة وتحقيق آمال وطموحات المجتمع فى المنافسة العالمية فعلى المعلم أن يراعى ما يلى:
1- أن يشجع التلاميذ على استخدام الأشياء والموضوعات والأفكار بطريقة جديدة ومفيدة.
2- لا يجبر التلاميذ على استخدام الأسلوب الذى يتبعه فى حل المشكلات المرتبطة بالمقرر الذى يدرسه للتلاميذ.
3- أن يكون قدوة للتلاميذ فى مجال التفتح العقلى فى تناول القضايا المختلفة.
4- أن يستعرض المعلم الحلول الجديدة عندما يقوم بالتعليق على استجابات التلاميذ بعد حل سؤال معين فى الفصل.
5- أن يخلق المواقف التى تستنير الإبداع عند التلاميذ ، كأن يتحدث عن الأفكار الجديدة التى تبدو غريبة ، وأن يقدم أسئلة مفتوحة للتلاميذ .
6- أن يشجع التلاميذ على الإطلاع على مبتكرات العلماء والأدباء والشعراء والفنانين حتى يستثير ذلك فيهم دافعية التعلم .
7- أن يساعد التلاميذ على اكتسـاب مفاهيم إيجـابية لذواتهم بحـيث يجعلـهم يقوموا بيقييم أنفسهم وإدارة الفصل إدارة ديمقراطية قائمـة على الاحـترام المتبـادل بين المعلم والتلاميذ