في فضاء الكلمات تتدحرج الكثير من عبارات الضيق من اعمال تتركم علينا و واجبات تثقلنا فنشعر ان الكون يشبه ثقب ابرة.
كيف نواجه زحام الشوارع و تكدس احتياجات العائلة.
و اوامر المدراء و ضجيج من حولنا.
تحت لهيب كل هذا هناك نسمة باردة نسطيع ان نجعلها تهب من كل اتجاه تمنحنا الراحة و تحول كل ما سبق الى واحة هدوء.
انها الاحتساب:
ان تحتسب يومك من بدايته لوجه الله تبتسم في وجه اول من يصادفك تصفح عن اول من يزعجك و تضحك لاول موقف محرج يمر بك.
اخبر نفسك منذ ان تستيقظ انك وهبت هذا اليوم لله.
لن تقتص من احد لنفسك بل ستحتسب لوجه الله كل ما يصيبك.
إن الذي يحتسب الأجر من الله في أعماله لا يتأذى ولا يتأثر من عدم شكر الناس لجهوده الطيبة معهم وعدم تقديرهم لما يقوم به من أجلهم، لأنه لا يرجو من الناس جزاء ولا شكورا إنما يبتغي بذلك وجه الله فهو هادئ البال مطمئن النفس حتى وإن قوبل إحسانه بالإساءة فما دام أن مبتغاه قد تحقق فلا يضيره ما وراء ذلك لأن لا مطلب له فيه أصلا.
الاحتساب يزيدك رفعة عند خالقك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص "... إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة... "
عندما تعتاد المداومة على احتساب العمل الصالح فستربح مثل أجور أعمالك عندما لا يمكنك القيام بها لعذر شرعي... لا تتعجب!... فإن فضل الله واسع... قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما".
هل تحمست لذلك؟...
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنـه: "أيهـا النـاس احتسبوا أعمـالكم، فـإن من احتسب عمله،كتب له أجر عمله وأجر حسبته".