التعريف :-
القُدوة والقِدوة في اللغة:ألأسوة ، يقال:فلان قُدوة يُقتدى به .
والقِدوة :المثال الذي يتشبه به غيره،فيعمل مثل ما يعمل وقيدت القدوة هنا (بالحسنة)
لتخرج القدوة السيئة ، فقد يكون الشخص أسوة حسنة أو أسوة سيئة ، وقد جاء في الحديث الشريف
(مَن سَنَّ في الإِسلام سُنَّة حَسَنَة فله أجرُها وأجرُ من عمل بها من بعده ، من غير أن يَنْقُصَ من أجورهم شيء ، ومن سَنَّ في الإِسلام سُنَّة سيِّئة كان عليه وِزْرُها وَوِزْرُ مَنْ عمل بها من بعده ، من غير أن ينقُصَ من أوزارهم شيء )
{مسلم والنسائي عن جرير بن عبد الله البجلي}
وتنقسم القدوة الى قسمين :-
1) قدوة حسنة مُطلقة : أي معصومة عن الخطأ والزلل ،كما في الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ،قال تعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (21)(الاحزاب) وقال تعالى
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(6)(الممتحنة).
2) قدوة حسنة مُقيدة : أي بما شرعه الله عز وجل ،لأنها غير معصومة ،كما هي في الصالحين والأتقياء من عباد الله غير الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام فغيّر الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام قد يقتدى بهم في أمور دون أخرى وذلك لاحتمال صدور تصرفاتهم عن ضعف بشري ،أو خطأ اجتهادي لذا كان الاقتداء بهم مقيداً بموافقة شرع الله, ومن المعروف ان سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت على مر العصور عند المسلمين نبراساً يضئ سبيل الحق ومثالاً حيا لهم كيف يطبقون شريعة الله تعالى ، فكان قدوة لأصحابه ولأمته من بعده في تبليغ رسالة ربه ويتعرض في سبيل ذلك لأنواع الأذى وألوان السخرية والاستهزاء فواجه ذلك كله بالصبر الجميل والحلم الواسع وكان أيضاً قدوة صالحة في البذل والعطاء والجود والكرم ابتغاء وجه الله تعالى وإعلاء دينه ،
وكذلك كان في عبادته ،كما كان في دعواته وجهاده وإنفاقه ،قدوة لأصحابه وأسوة لامته ،
وهكذا فان القدوة من اهم الوسائل في الدعوة إلى الله تعالى ، وأنها من أقوى الوسائل لإقناع المدعوين بصدق الداعية في دعواته وتشجيعهم على التمسك بها و التضحية من اجلها.