نبيا محمد صلى الله عليه وسلم نشأ منذ وحتى وفاته متحلياً بمكارم الاخلاق، مبتعداً عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس وأفصحهم لساناً، يُضرب به المثل في الأمانة والصدق، أدبه الله فأحسن تأديبه، فكان أرجح الناس عقلاً، وأكثرهم أدباً، وأوفرهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وأكثرهم حياء، وأوسعهم رحمة وشفقة، وأكرمهم نفساً، وأعلاهم منزلة، كل الاخلاق الحميدة التي يتمتع بها الانسان للرسول صلى الله عليه وسلم منها القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك القاصي والداني، والعدو والصديق.
وأوصى في معاملة الوالدين وبرهما، والاهتمام بهما وتقديمهما على غيرهما، وفي معاملة الزوجة خاصة، والمرأة عامة ـ سواء كانت أماً أو أختاً أو بنتا أو زوجة، وحفاظا على المجتمع من انتشار الرذيلة واعتيادها كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمر بالستر وينهى عن الفضيحة، ويفتح طريق التوبة للمذنب، بل ويأمر صاحب المعصية أن يستر على نفسه، ولا يجهر بمعصيته أو يفتخر ويُحَّدِّث بها، وفي مراعاة أحوال الكبار وإكرامهم، والرفق بالصغار ورحمتهم يقول ليس منا من لم يعرف حق كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر الجار والضيف فيقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.
وفي حسن معاملة اليتيم والاهتمام به يقول أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً، ويأمر بالتواضع وينهى عن الفخر، ويحث على الأمانة وعدم الخيانة، ويرسخ قيمة وخلق العدل ـ لأهميته في بناء المجتمع والأمة.