والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صل الله عليه وسلم
يقول الحق تبارك وتعالى (( وَمَــا خلقْتُ الجِنَّ والإنـس إلا لِـيعبدونْ )) إن الله خلقنا واأوجدنا في هذه الأرض لهدف عظيم وغاية سامية تتضاءل عندها كل الأهداف , إنه هدف عبادة الله سبحانه وتعالى وحده ,فهي سبب وجودنا على هذه الأرض ونحن محتاجون إليها أيّــما حاجه , فيقول شيخ الإسلام آبن تـيـميـه رحمه الله : وأعلم أن فقر العبد إلى الله أن يعبد الله لا يشرك به شيئاً, ليس له نظير فيقاس به ولكنه يشبه وجه من الوجوه حاجة الحبس إلى الطعام والشراب وبينهما فروق كثيره .
ومع ذلك الهدف العظيم يأتي هدفاً آخر مهم في حياة البشر وهو هدف عمارة الأرض , بالعمل الصالح الذي يرضي الله تعالى والجمع بين هذين الهدفين مطلب فطري في الإنسان وأكد عليه ديننا الإسلامي الحنيف , فهذا نبي الرحمة مع قيامة بهموم الدعوة وأحوال المدعويّن إلا أنه كان يضحك ويمزح ويزور أصجابه ويتحدث إليهم ويجيب دعوتهم ويأنس بالحديث عن زوجاته ويسابقهن ويقص عليهن ويستع لقصصهن وغير ذلك من أمور الدنيا , هذه هي السنة المحمدية من عمِل بها فاز بخيري الدنيا والآخره ومن تركها فقد حُرم الدنيا والأخرة , يقول عليه السلام : (( من رغِبَ عن سُنتي فليسَ مني )) , إذا الإسلام يهدف لأن يجعل من المسلم إنساناً عاملاً نشيطاً ليصل إلى تحقيق الهدفين العظيمين ( عبادة الله , وعمارة الأرض ) , فلا بُد أن يكون لدينا هدف نسعى لتحقيقة فوضوح الهدف يجعل لحياتنا قيمة ولوقتنا ثمن , فتصبح كل لحظة من لحظات حياتنا لها لذه وقيمة بل يكاد ويُجمعْ من كتبوا عن السعادة وكيفية الوصول إليها إن إنجاز الأهداف هو التربع على عرش السعادة , وأن أكبر سبب للكآبة هو غياب حس الإنجاز في حياة الفرد الإنسان بلا هدف لا شيء يُذكر سوى إنه يصبح كتلة أوهام وتخبط نحمد الله ونشكره بأن وضع لنا الأهداف التي نسعى لتحقيقها برضى منه سبحانه وتعالى